وكالة أنباء الشعر – الدوحة – خاص
لم تتوقع وزيرة الخارجية الموريتانية ( الناها بنت مكناس ) القادمة من عائلة سياسية عريقة بموريتانيا ، أنها ستصبح حديث العامة ، جراء قصيدة شعر كتبت فيها وهي في زيارة رسمية للسودان البلد الشقيق لبلدها .
ففي زيارة رسمية ديبلوماسية رسمية للسودان لبحث التعاون التجاري الثنائي ، يبدو أن مسؤولا في وزارة الخارجية السودانية أراد اللعب على الوتر الحساس كون موريتانيا بلد المليون شاعر مثلما يشاع عنها ، فشغله تغزله الشعري بالوزيرة الموريتانية عن مهامه السياسية التي تحتاج كثيرا من الجدية و لا مجال فيها للزلل.
وقد نظم الدكتور والشاعر طارق علي بخيت، مدير إدارة المنظمات الدولية بالأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة؛ قصيدة غزلية وقام بإرسالها إلى وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الموريتانية (الناها منت مكناس).
وفي ما يلي مطلع قصيدته:
يا أعينَ الخيلِ قلبي اليومَ مُستلبٌ.. من سهم عينَيْ مهاةٍ كم تمنّاها
و ربما زاد في تأجج هذه القصة الشعرية المثيرة على صعيد سياسي كبير هو الرد على القصيدة من طرف الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية الموريتانية المرافق للوزيرة في مهامه الخارجية ، ولكن لم يعرف حتى الآن ، أنه هل الناطق الرسمي قد أخذ موافقة الوزيرة على هذا الرد ، و هل أعجبتها قصيدة الغزل الشعرية بعيدا عن كونها دبلوماسية ، تمثل بلادها في مختلف المحافل بجدية أهل السياسة بعيدا عن الشعر الذي بات اليوم مستفزا لكل شيء بما في ذلك السياسة .
وتبارى الشعراء السودانيون في كتابة قصائد بالوزيرة خلال زيارتها مع الوفد الرسمي المورتياني لتوقيع عدد من الاتفاقيات .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل ألقوا القصائد على مسامع " سيدة الدبلوماسية " والوزيرة الضيفة.
ومن الشعراء الذين كتبوا القصائد عمر الذهب، ومحمد الطيب قسم الله، وفضل الله الهادي
وقال السفير المتقاعد فضل الله الهادي في قصيدة :
ما كنت أعرف كيف الشعر لولاها حتى تبدّت ولاحت لي ثناياها
فقلت برق بدا أم أنّ بي سنة أم أنّ ما كنت قد أبصرته فاها
وبرر السودانيون أنهم لم يتغزلوا بشخص الوزيرة نفسها و إنما كانوا يقصدون الحضارة الموريتانية متمثلة في شخص الوزيرة الضيفة على بلادهم في مهمتها الرسمية أنذاك .
ورغم هذا فإن الإعلام الموريتاني لم يعجبه الوضع وتعالت الأصوات لعزل الوزيرة عن منصبها و منعها من السفر . ليكون الشعر بذلك قد فعل فعلته .
وقبل ذلك ذكرت وسائل الإعلام أن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية قد طلب ببرقية عاجلة إلى أخيه الشقيق الشاعر الشيخ ولد سيدي عبد الله لكي ينجده بالرد الشعري .
وبعيدا عن هذا فإن إستمرار الوزيرة الجميلة في مهامها أمر طبيعي وتبادلها الزيارات الرسمية مع الدول العربية و غير العربية ضرورة سياسية ديبلوماسية لابد منها ، ولكن أن يترك الإهتمام بالقضايا التي تأتي بها الوزيرة مقابل النظر إليها كإمرأة جميلة فارعة الطول كما وصفت فإن أمرا كهذا أعادنا عشرات السنوات إلى الوراء . وإذا كان هذا ما يجلبه الشعر ، فليبقى الشعر بعيدا عن السياسة حتى لا يفسدها .