التصوف منهج حياة

الحمد لله رب العالمين، الحمدلله الذي شرح صدور ذوي الايمان للهدى ونكت في قلوب أولي الطغيان فلا تعي الحكمة أبدا، من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، اللهم صلي وسلم على الذي جعل نوره للشمس والقمر ظلا، والذي اذا مشى في ضوء الشمس لم ترى له ظلا، سيدنا وقائدنا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا، وبعد
فان التصوف هو منهج حياة، من التزمه بحق وعلم كان سبيل نجاته ووصوله الى حضرة ملك الملوك جل جلاله.
و كما عرفه أهل الحقيقة بأنه : العلم المستنبط من الركن الثالث من أركان الدين ( الاحسان ) وهو أن تعبد الله كأن تراه فان لم تكن تراه فانه يراك.
فالتصوف هو جوهر الدين وروح الاسلام ، واذا ما أردنا أن نصل الى بدايته ، نجده منذ بداية الاسلام متمثلا في أهل الصفه وهم قوم انقطعوا لعبادة الله وذكره.
والتصوف مبني على الكتاب والسنه، حيث نجد أن أهل الحقيقة الساده الصوفيه يقولون : اذا رأيت الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء، ويخالف أمر الله، فهذا عمل شيطان.
فلذلك نجد أن الشريعة التي نعبد الله سبحانه وتعالى عليها؛ لها ثمره وخلاصة وزبدة، هذه الخلاصه هي الحقيقه، والذي يدعي حقيقة بدون شريعة، فحقيقته باطله، والذي يدعي شريعة بدون حقيقه، فشريعته عاطله، لأنها لم تثمر السلوك المستقيم والاخلاق الفاضله.
وفي نهاية المطاف نجد أن التصوف الذي يقوم على الكتاب والسنه أمر لابد من وجوده.
سبحان ربك رب العزه عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ، وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثرا.........