الكلمة الطيبة صدقة 000
أيها الأخ الحبيب، هذا العنوان هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تأملته جيدا وأحصيت كلماته فإنها لا تتعدى ثلاث كلمات،
وبالمقابل انظر إلى معنى هذه الكلمات الثلاث وكم هو تأثيرها في جوانب الحياة تجد الكثير الكثير، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخصص الكلمة الطيبة لحالة معينة أو لشخص معين أو لحادثة معينة بل إن النبي صلى الله عليه وسلم بكلماته هذه جعل الكلمة الطيبة صدقة في كل موقف وكل مكان، في البيت مع الأسرة، في العمل مع الموظفين أو العمال، في المدرسة مع الطلاب والمعلمين ، في الشارع مع الكبار والصغار في مشكلة كبيرة يقف حلها على كلمة طيبة.
ما أحوجنا اليوم في واقعنا في بيوتنا في مدارسنا في شوارعنا في حل مشاكلنا إلى كلمة طيبة، حيث أنها للأسف أصبحت تتلاشى وحل محلها الكلمة الخبيثة التي أصبحنا نسمعها في كثير من مجالس الشباب وحتى في كثير من مجالس الكبار، في البيت في السيارة في الشارع في وقت الأزمة وعند حل المشكلة تجد الكلمات الخبيثة التي تزيد من التفرقة وتزيد من الهوة بين المتخاصمين، هي الكلمة التي تسيطر على المكان وتجوب على الألسن وكلنا يعلم أن الله تعالى نهانا عن الكلمة الخبيثة ووصفها في القران الكريم بوصف قبيح من اجل أن يبتعد الناس عنها ولا يقربوها وان يختاروا بدلا منها الكلمة الطيبة، قال تعالى : ( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ).
فما أجمل هذا التصوير الرباني لهذه الكلمة التي وكأنها شجرة مقطوعة ملقاة فوق الأرض، حيث لا ثمر ولا روح ولا حياة ولا ظل ولا فائدة، وكذلك هي الكلمة الخبيثة مثل هذه الشجرة حيث لا نفع ولا تقريب ولا إصلاح ولا تصليح، واليوم للأسف نشكو من عنف ، والسبب كلمة خبيثة ونشكو من قتل والسبب كلمة خبيثة ونشكو من كثرة طلاق وخراب بيوت والسبب كلمة خبيثة، ونشكو من قلة احترام والسبب كلمة خبيثة. ونشكو من دمار الشباب والسبب كلمة خبيثة ونشكو من بغضاء وشحناء وخصومات والسبب كلمة خبيثة، والأمر للأسف يزداد تعقيدا ويزداد حجما والدائرة تتسع شيئا فشيئا والكل ينظر البعض صب جل اهتمامه على واقع لا علاقة لنا به والبعض صب جل اهتمامه على مجتمع يختلف تماما عن مجتمعنا وتجده يتحدث الساعات الطوال عن واقع حياة أناس هم بواد ونحن بواد آخر أو يشرح عن حال مجتمع كان من الأولى أن يشرح عن حال مجتمعنا وهذا مما جعل الكلمة الخبيثة تنتشر وتتفاقم .
صلاح المجتمع بكلمة طيبة
أيها الأخ الحبيب، لا تستغرب من ذلك فهذا المجتمع اليوم يصطلح حاله من خلال كلمة طيبة نعود أنفسنا على قولها في مجالسنا في مدارسنا في معاملاتنا في بيعنا وشرائنا تبدا من : لو سمحت، عفوا، شكرا، آسف، ما من مشكلة، لا يهم، الله يسامحك، الله يهديك، تفضل، إلى غير ذلك من الألفاظ الطيبة التي عند سماعها يشعر الإنسان بأمان واحترام الآخر له.
ثم لا مانع من ان نلقي بالضوء على حال مجتمع غير عربي كيف يتعامل مع بعضه البعض فمثلا وكلنا يتعامل مع مؤسسات غير عربية او في أماكن عمل لغير العرب فتسمع هناك الكلمات التي تدل على الاحترام، بل وانك لترى اثناء المشكلة بين اثنين تتعالى أصواتهما ويقول احدهما للآخر بدون أيدي فكل الصياح ورفع الصوت بدون أيدي ، فلماذا لا يرتقي اليوم مجتمعنا إلى مثل هذا ؟ لماذا اليوم عند مشكلة صغيرة نطلق النار على بعضنا ؟ لماذا بسبب أطفال تخاصموا يقوم ضرب السكاكين بين الكبار ؟ لماذا لا تكون الكلمة الطيبة هي الفاصلة والمقربة والمصلحة هل نعجز عن قولها ؟ هل هناك من يمنعنا من قولها ؟.
فلنتذكر إذا أن الكلمة الطيبة صدقة فيها الأجر من الله تعالى وفيها القربى من الله تعالى وفيها راحة النفس للآخر فيدعوا لك بخير فتكون صدقة بإذن الله تعالى.