الطريقة المكاشفية هي إحدى الطرق الصوفية فى السودان التى أرسى قواعدها ووضع أساساها و بين أصولها و آدابها للسالكين قولاً وعملاً الشيخ العارف بالله عبد الباقي المكاشفي وكذا بين لوازمها و بين طريقة الإتباع. وقد ألف الشيخ لسالكي هذه الطريقة خاصة ولعموم الناس عامة مؤلفات في كل ما يحتاجون إليه من علوم التوحيد والفقه و التصوف كي يتعلموا أمر دينهم قال تعالى " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " التوبة 122.
ومنذ نشأتها عام 1311 هـ حتى يومنا هذا هي منارة للإرشاد بفضل الأستاذ الشيخ المكاشفي رضي الله عنه الذي علم القرآن وعلوم الشريعة و أرشد العباد ودل على طريق الله القويم و أقام المساجد و الخلاوي وكذلك بفضل أبنائه الأبرار الوارثون علومه وتلاميذه الأكابر الذين صدقوا مع الله فعرفوا سبل الوصال.
الطريقة المكاشفية لها دور ثابت و فعال في نشر الإسلام في بقاع الأرض المختلفة والفضل في ذلك يرجع إلى نهج الطريقة الذي يعي الواقع و يواكب حركة الإيقاع الدعوى العالمي و الذي يتفهم ما تتطلبه الدعوة من وسائل حتى تنفذ إلى أبعد مكان ، ذلك النهج الذي تذوب فيها النظرات العرقيه وتتلاشى فيه الحواجز و الفرو قات الاجتماعية بفضل تعاليمها وآدابها المستمدة من الكتاب والسنة .
ولأنها تدرك تماماً أن العمل الدعوى هو عمل الأنبياء والمرسلين ربت الطريقة أبناءها و تلاميذها واعدتهم إعدادا ً تاماً ليقوموا بأعباء الدعوة و نشر الإسلام و ربتهم على الصبر والمثابرة وعلى تحمل الأذى والبلايا الناتجة عن اختلاف المفاهيم وأورثتهم الحكمة وزودتهم بنور البصيرة حتى يصلوا لمقصدهم و كذا ربتهم على العزلة حتى يكون متنزهين عن الضغائن وأمراض المجتمعات وحتى يروضوا أنفسهم على اقتحام المشاق وكذا ربتهم على الزهد ليكون الفرد منهم مستغنياً عما في أيدي الناس و ربتهم على الكرم و العطاء و على المسامحة حتى إذا أدرك الفرد منهم هذه الصفات و الخصال صار يمتلك خصال الداعية الناجح و أصبح ذو تأثير على من حوله.
الشيخ المكاشفى
هو الشيخ عبد الباقي الحاج عمر أحمد محمد الهارب،مؤسس الطريقة المكاشفية و مرسي قواعدها وواضع أذكارها و مبين آدابها و تعاليمها ، الأستاذ الأعظم، والملاذ الأشهر ، صاحب الولاية الكبرى ، والخلافة العظمى ، والسيادة المطلقة ، عبد الباقي( أسمه) والحاج عمر (والده) وأحمد المكاشفي ( جده الأول) كان من أقطاب الصوفية وله أخبار شهيرة ومناقب كثيرة وقصصه معروفة بين المريدين، ومحمد الهارب (جده الثاني) وكان قاضيا جاء من مكة لأسباب سياسية.
كني بأسماء كثيرة فهو أبو عمر ، وأبو الجيلي ،وأبو عبد الله ، وأبو الطيب و أبو المهدي ، وأبو موسي ،و أبومحمد ، وأبو الفاتح ، وأبو التقي . ولقب بالنادر ، و بالرشيد ، وبأبي الكل، و بأبي الهمال، و بمهال، و بالكشيف ، و بالحفيان ، وبكحل الجلاء وكما أنه معلوم فإن كثرة الأسماء من عظمة المسمى واشتهر الشيخ بالمكاشفي، والمكاشفي من الكشف المعروف عند الصالحين ، ودليله قوة الفراسة وقد لقب به جده الشيخ أحمد وانطبق عليه انطباقا كاملاً و به كانت شهرته وشهرة أبنائه وأتباعه من بعده.
وهو حسيني النسب ، مالكي المذهب، أشعري العقيدة ، جيلاني الطريقة، محمدى الأخلاق، حفظ القرآن و تعلم علم الأصول والفروع و درس رسالة العلامة ابن أبي زيد القيرواني و المسالك للعلامة القطب الدرديري ومختصر العلامة الشيخ خليل ابن إسحاق المالكي ومؤطا الإمام مالك رضي الله عنه وفتح الله عليه بغير ذلك من العلوم و المعارف مما يعجز عن وصفه البيان ، لازم الخشوع والخضوع والخوف والتذلل لله تعالى و عرف بالزهد الورع والتواضع والعفة والحياء والمروءةوالسماحة والجود والشجاعة وكظم الغيظ ومداراة الخلائق ومكافأة السيئة بالحسنة والعفو عن المسيء وشكر المحسن.
وهو شيخ عارف بالله أراد الله به خير العباد، اهتدىعلى يديه خلق كثير ، و ظهر بالإرشادكالشمس في كبد السماء و ترامىعليه الخلائق من سائر الأنحاء و قصده المرضى و أصحاب البلايا إذ أن سائر الأمراض تشفى بدعوته رضي الله عنه. ألف رضي الله عنه في التوحيد والفقه والتصوفنظماً ونثراً و قال مدائح و قصائد اشرحت الصدور واستنارت بها العقول نبعت من قلب صادق بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم.و نحن عندما نتحدث عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي إنما نشير إليه إشارة ظاهرية إذ أنه سر من أسرار الله تعالى.
نسبه من جهة أبيه
هو العارف بالله تعالى الشيخ عبد الباقي ابن الشيخ الحاج عمر بن الشيخ أحمد المكاشفي ابن السيد محمد الهارب بن الشيخ علي المادح بن زيادة بن حسان الإدريسي التلمساني بن السيد آدم بن السيد أحمد بن السيد علي بن السيد محمد بن أحمد الدسوقي بن السيد موسي الطاهر بن عبد العزيز النادر بن السيد عبد الرازق الخليفة بن السيد عيسي الصوام بن السيد آدم بن عبد الحفيظ الطيار بن هارون الصادق بن سعد الخفي بن عامر الخطاف بن السيد أحمد بن السيد داود بن السيد حسن الدوري بن السيد موسى الطامع بن السيد الحسين بن أكمل بن أحمد بن السيد محمد نور بن السيد عبد الرازق بن الفضل بن السيد عبد القادر بن السيد عبد العزيز بن السيد عطاء الكريم بن السيد محمد الجواد بن السيد علي الرضا بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي الأصغر زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(وهو النسب الموجود بداخل ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشقي)
أما نسبه من جهة أمه:
هو العارف بالله تعالى الشيخ عبد الباقي ابن السيدة فاطمة بنت أحمد أبو القاسم بن الضو بن البكري بن علي بن عبد الرحمن بن السيد طه بن الشيخ علي النيل بن الشيخ الهميم بن الشيخ الصادق بن السيد عبد الرحمن بن حسن معشر بن عبد النبي بن ركاب بن السيد غلام الله بن عائد بن أحمد المقبول بن السيد محمد الزيلعي بن السيد عمر بن السيد محمود بن المختار بن هاشم بن السيد سراج بن محمد بن السيد علي بن أبو القاسم بن السيد موسى بن السيد إسماعيل بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي الأصغر زين العابدين بن الإمام الحسينى بن السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
(وهو النسب الموجود بداخل ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشقي)
مولده ونشأته:
ولد الأستاذ المرشد الشيخ عبد الباقي المكاشفي في السودان بقرية ودشنبلي جوار قرية الشيخ التوم ودبانقا بريفي سنار في اليوم الرابع من شهر رجب سنه 1284 هـ الموافق 1865مفرحب به والده الحاج عمر وفرح به فرحاً كبيراً و أذنّ في أذنيه وسلم عليه مقبلاً يده وروي أنه قال أمام ملأ من الناس " مرحباً بسيد أبيه" ويروى أيضا أن والدته السيدة فاطمة بنت أبي القاسم روت أن زوجها الحاج عمر كان يتواضع لهذا المولود منذ أن حملت به وكان يثني عليه كثيرا ويقول " هنيئا لمن يحضر زمانه" وكان أيضا يدخل تلك الغرفة التي وضع بها أبنه حافياً حاسر الرأس. وروى أيضا أن حبر الأمة الشيخ التوم ود بانقا، كان دائم الإكرام له والإشادة به منذ أن كان صغيرا وقد كان يقول (لا أنا ولا أبوه وهنيئاً لمن يحضر زمانه) وكان قد بشر به قبل ولادته ونذكر في ذلك ما قاله ود الزين في كتابه نوادر النادر( حدثني الشيخ محمد الهارب أن رجلاً قدم نفسه لزواج السيدة فاطمة بنت السيد أحمد ابن أبي القاسم والدة الأستاذ فرده سيدي الشيخ محمد توم ودبانقا عنها قائلاً له بما في معناه أنها ليست زوجتك وأنها سوف تتزوج بالحاج عمر وينجب منها ابناً صالحاً وفعلاً تزوج بها الحاج عمر وأنجب منها هذا الأستاذ رضي الله عنه). وقال: ( حدثني الجزولي تلميذ الشيخ حمدان ود أبو الحسني قال ليكان سيدي الشيخ محمد توم ودبانقا يبشر الناس بأربعة أولاد يأتون من بعده يكون لهم شأن ، منهم من ينجبه أخينا الحاج عمر ومنهم من ينجبه الشيخ طلحه الفلاتي ومنهم من ينجبه الشيخ عبد القادر وبالفعل ظهر هؤلاء الرجال الأربعأما الحاج عمر فقد خرج من نسله هذا الأستاذ رضي الله عنه والشيخ طلحه خرج من نسله الشيخ محمد توم و كان من أكابر الصالحين والشيخ عبد القادر خرج من نسله الشيخ حمدان والرابع المشار إليه الشيخ هجو ابن الماصع فهؤلاء هم الأربعة الذين كان يبشر بهم الشيخ التوم ودبانقا) .
وكان ممن بشر به الشيخ الكباشي وذكر ذلك ود الزين في كتابه نوادر النادر حيث قال: (حدثني الشيخ محمد الهارب أن والد الأستاذ الحاج عمر عندما ذهب إلى الحج نزل عند سيدي الشيخ إبراهيم الكباشى بحلة الفرع فبالغ في إكرامه وقال له أنا لم أكرمك لأجل أنك أرفع منى درجه ولا أكبر مني ولاية ولكن إكرامي لك لأجل ابن يخرج منك ويعني الأستاذ رضي الله عنه وهذه من مكاشفات الكباشي وإعلامه للحاج عمر بأن في صلبه هذا الأستاذ العظيم ).
أما عن نشأته فقد قام بكفالته ورعايته أخوه الأكبر الشيخ أحمد الحاج عمر بعد وفاة والده ، و نشأ رضي الله عنه ببلدة المكاشفي في بيت علم و صلاح ، يجذبه سر الولاية ، ويؤنسه نور الهداية، ويحفه جيش العناية ،وعليه شيم النجاح وعلامات الخير والصلاح، ويزينه الإشراق، وفيه يرى الرشد والفلاح ، وعليه عبقرية الأذكياء ،ونباهة الأصفياء ، وخصال الأولياء رضي الله عنهم.
وأظهر رضي الله عنه ميلاً كبيراً للتعليم و التعلم منذ نعومة أظفاره فحفظ القرآن حفظاً تاماً مع كامل التجويد و درس العلوم الشرعية على يد كثير من العلماء ولازم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلاحت على بصيرته أنوار الفتوحات و أدرك الحقائق و تباعد عن هوى الأنفس و عن المقاصد الدنيوية واكتفى بالعفاف و من العيش بالكفاف وانخرط في سلك الناسكين الزهاد وانتظم في عقد العارفين العباد وسلك مسالك الصوفية أهل الهمم العليا والمقاصد الربانية .
تعليمه:
تعلم القرآن الكريم على يد جماعة من الحفظة منهمأخيه الشيخ أحمد بن الحاج عمر بقرية ود شنبلي و الفكي محمد على ود أبو النعمة ، و الفكى يوسف ود عبيد و كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب مع كمال التجويد ، ودرس التوحيد والفقه و الحديث والسيرة على يد جماعة من العلماء منهم الفكى قسم الله، والفكى عمر ، والفكى إبراهيم بقادى والشيخ محمد البدوى شيخ الإسلام بالسودان سابقاً وكان معظم تعليمه على يد هؤلاء الأعلام بأرض الجزيرة ، وكان يحفظ متن الرسالة لسيدي ابن أبي زيد القيروانى عن ظهر قلب، و مختصر سيدي خليل بن إسحاق المالكي، و يحفظ مؤطا سيدي الإمام مالك بن أنس . ثم اجتهد عملا في ما علم ففتح الله عليه في العلوم الوهبية والمعارف اللدنية و الطب و التاريخ والجغرافيا و اللغات وغير ذلك مما يعجز عنه البيان ، وكان يقول عندما يسأل عن هذه العلوم و عن كيف اكتسبها "اتقوا الله ويعلمكم الله "
أخذه لطريق القوم:
كان الشيخ المكاشفي متعبداً بتلاوة القرآن العظيم، ملازماً التهليل والصلاة على النبي الأمين صلى الله عليه وسلم , متفكراً في ملكوت الله ، منخرطاً في سلك الناسكين ، ومنتظماً في عقد العارفين ، وقد نشأ ظاهر بالكمال بدليل شهادة العارفين به أمثال الشيخ محمد توم ود بانقا و الشيخ إبراهيم الكباشي رضي الله عنهما. أخذ رضي الله عنه طريق القوم على الشيخ عبد الباقي الأبيض المعروف بابي الشول حفيد الشيخ عبد الباقي النيل سنة 1311هـ و كان له من العمر آنذاك سبع وعشرون عاما و سلك مسالك الصوفية أهل الأحوال الشريفة والأخلاق اللطيفة , أهل الإخلاص الموصوفين بالإحسان ولم يزل يسلك طريق الرشاد و يتصف بأوصاف التمام ، حتى ثبتت قدمه على طريق العارفين ، ونال أعلى منازل الواصلين فهو رضي الله عنه سيد السالكين ، وإمام الواصلين.
أما عن سنده في الطريق فهو عن الشيخ عبد الباقي المعروف بأبي الشول حفيد الشيخ عبد الباقي النيل عن الشيخ عبد الخدام عن الشيخ عبد الباقي المحب عن الإمام مالك عن الشيخ عبد الباقي النيل عن الشيخ عبد الله ود العجوز عن الشيخ محمد المسلمي عن الشيخ دفع الله المصوبن عن أبي إدريس عن الشيخ عبد الله العركي عن الشيخ حبيب الله العجمي عن الشيخ تاج الدين البهاري عن محمد عن أحمد عن أكمل عن أصغر عن أكبر عن كمال الدين عن علاء الدين عن محمد عن أحمد عن عبد الرازق الخليفة عن الشيخ عبد القادر الجيلاني عن المخزوم عن الهكاري عن يوسف الطرطوس عن أبابكر عن سليمان عن عبد العزيز عن عبد الواحد التميمي عن سيد الطائفة أبي القاسم الجنيد عن السري السقطي عن الشيخ معروف الكرخي عن علي الرضا عن موسى الكاظم عن جعفر الصادق عن محمد الباقر عن زين العابدين عن الحسين عن الإمام علي كرم الله وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين جبريل عليه السلام عن الحق عز وجل.
أخلاقه:
كان الأستاذ عنه متخلقاً بالأخلاق المحمدية ، متمسكا بالسنة ، تسرك نظرته ، وتذكرك بالله رؤيته ، ويدلك على الله كلامه ، وترغبك في الآخرة أفعاله ، وتزهدك في الدنيا خصاله ، لا يرى لنفسه فضل على أحد، ولا يمن على من أرشد , لين العريكة ، حسن المجالسة , جميل الملاطفة ، كتاب المكارم المحمودة ، جامع الفضائل المنشودة، إذا حدث صدق ، وإذا عاهد أوفى ، إذا وزنت قوله بفعله وجدت فعله أرجح و إذا وزنت ظاهره بباطنه وجدت باطنه أصلح، وكان رضي عنه لا يقابل أحد بما يكره ، متواضع للناس ولله من قبل يكرم الضعفاء والمساكين واليتامى و يكرم أهل الفضل والأقارب ويصل الجيران وذوي العاهات والبلايا وينفق عليهم بما عنده بالكثير والقليل ، و قد قال الشيخ الجبلي متحدثا عن أبيه الشيخ المكاشفي: (كان والدي متواضعا التواضع كله طاهر السريرة الطهر كله لين العريكة تألفه النافرات تعلمنا منه الصبر على المكاره وحسن المعاملة ،كان يأكل مع المريض ولو كان مجذوما وقد فسر والدي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "فر من المجذوم كما تفر من الأسد " أي فر منه خوفا من الإشراك لأنه سيرى نعمة الله عليك فيحسدك ، وقال كان يجيب دعوة الداعي مهما كان مقامه) وكان رضي الله عنه لا يرد سائلاّ أبدا و إذا لم يجد شيء يعطيه للطالب يكتب له سند بضمان العطاء إلى أجل . ومن أخلاقه تحمله لأهل الحدة والحماقة ونذكر كلام الشيخ أحمد ود الحاج حيث قال مررت بتسعة وتسعين مسجداً لم يتحملني إلا هذا الأستاذ رضي الله عنه وكان ود الحاج يبحث عن الشيخ المرشد الكامل ويختبره في أخلاقه ومعاملاته ويلتمس من ذلك كماله .
كان رضي الله عنه زاهداً طول حياته منذ نشأته حتى وفاته لم يمتلك من حطام الدنيا ما تراه العين أو تسمع به الآذان ، ولم يدخر شيئا من المساء إلى الصباح ولم يكن له جيب في جلبابه ، و غالب لباسه جبة واحدة من الدمور و سروال و ملفحة يطرحها على منكبيه، و زهده مشهود ومعلوم لكل من خالطه أو عاشره بل لا يخفى على من جالسه أو تردد عليه في زيارته أو عرفه أو سمع عنه. قال فيه مادح رسول الله أب شريعة :
له قدراً على الأقران يسمو منيباً زاهداً في كل فان
وقد كان رضي الله عنه إمام زهد حاله الزهد وفعله الزهد و مقاله الزهدو هو القائل:
والله والله لا يجتمع حــب الإله وحب الدراهم في قلب ذو اسرار
إن الدراهم مكتوب عليها من أحب الدراهم أبغضه الباريء
و لما كان الشيخ من أزهد الناس في الدنيا كان من أكرمهم بها فقد كان يكرم البعيد و القريب ، المقيم والمار ، الكبير والصغير ، العام و الخاص، وفي ذلك قال حفيده الشيخ عمر بن الشيخ الجيلي ( كان أبونا لا يفرق في عطاءه و كرمه بين أولاده و عامة الناس و كان دائما ما يقول العبيد عبادك والمراد مرادك " و قد كان رضي الله عنه نادراً فهو بحر من الجود و الكرم يعطى ما في يده، ويرجو ما عند ربه).و قال فيه الشيخ يوسف حفيد الشيخ عوض الجيد :
نيطت مكارم أخلاق الكـرام بــه فريد عصر الورى في الدهـر والدول
وعن فضائله التي ساق بها الخلق لمعرفة الخالق والتي جعلها الله باقية بعد وفاته حتى اليوم بفضل صدقه مع الله وبفضل أبناءه الأبرار الأتقياء نفعنا الله بهم و بأبنائهم السالكين دربهم نذكر على سبيل المثال تعليم القرآن الكريم و العلوم الشرعية لأبناء المسلمين و إقامة حلقات الذكر وعلاج الناس من الأمراض بالطب النبوي و الإصلاح بين الناس بما أمر الله و الإحسان إليهم وإشعاله نار النفقة لإطعام الطلاب والمريدين و المساكين وعامة الناس وفي ذلك الشيخ يوسف حفيد الشيخ عوض الجيد
حائز الفضائل في خَلق وفي خُلق أنشا المهمين كل النــاس في رجل
إرشاده:
فوقو الصولة عبد الباقي قائد الدولة كشيفنا
مؤلفاته:
كان الشيخ يمتاز بفصاحة اللسان و بلاغة القول ونصاعة اللفظ و صحة المعاني و قلة التكلف لذلك جاءت مؤلفاته واضحة جلية أنارت القلوب و العقول و بينت سبل الوصال و انتفع بها أناس كثيرون ، منها ما ألفه الشيخ نثرا و نظما في العقيدة والفقه و التصوف و منها ما قاله في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم.
في العقيدة و التوحيد ألف الشيخ رضي الله عنه منظومة تعالي الرب التي جاءت ترد على المبتدعة و الضالة ، و أرجوزة التوحيد في معنى عقائد التوحيد وهما خلاصة ما يحتاج إليه الفرد لمعرفة عقيدة التوحيد و قد بين الشيخ فيهما التوحيد الحق الخالص من الشك و الريب و الإعتقاد السليم الذي لا يشوبه الشرك و النقائص الذي يهدي ويقود صاحبه إلى الصراط المستقيم. (المنظومة تم شرحها في كتاب النمارق المصفوفة و الأرجوزة تم شرحها في كتاب التبيين المفيد )
ولعلمه رضي الله عنه أن الناطق (بلا اله إلا الله محمد رسول الله) بعد إدراكه معنى عقائد التوحيد يحتاج إلى معرفة ما تصح به عبادته وفق الشريعة و السنة المحمدية ألف الشيخ في الفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه منظومة الجنائن المغروسة علي حياض السنة المحروسة والتي تحتوي على خلاصة ما يحتاجه المسلم من معرفة الفرائض العينية التي تمكنه من أداء العبادة على شكلها الصحيح التام وهي بحمد الله وفضله جامعة لأحكام الفرائض العينية.
(تم شرح هذه الأرجوزة في كتاب النمارق المصفوفة )
وفي التصوف ألف الشيخ النصائح التسع في السلوك و الإرشاد والتي جاءت تدل على صدق المنهج الصوفي الذي غايته الوصول إلى معرفة الله ، وعين حقيقته إدراك رضاء الله تعالى ، وهي نصائح خرجت من روح طاهرة وقلب صادق خالص لله تعالى تدعو إلى تهذيب السلوك وتزكية النفوس وتدل على سبيل الرشاد وهي بحمد الله كفيلة بان تلحق الآخذ بها إلى ركب السادة الأصفياء الأتقياء الصالحين أهل الذوق الرفيع والمقام العالي والأدب و الخلق التام.
وقد جمع الشيخ رضي الله عنه خصائص وخصال الحبيب صلى الله عليه وسلم و قدمها للناس تحت اسم خصائص المصطفي صلى الله عليه و سلم تعريفا للقوم بقدر الحبيبصلى الله عليه وسلم وتنويرا لعقولهم وبصائرهم.
ولعلمه رضي الله عنه أن الذكر هو أقصر الطرق الموصلة لنيل رضاء الله و هو نور المسلم وبصيرته وذهاب همه وجلاء غمه وحزنه قدم الشيخ راتب في أذكار القراء ن و السنة وحث على العمل به و بين فضله وقال فيه رضي الله عنه أن من قرأه فكأنما عمل عدد السبعين ثلاث مرات و لم تكتب عليه خطيئة اسبوع وأغناه عن جميع الأوراد. وكذلك قدم الشيخ راتب في التوسلات إلى الله جل وعلا بعظمته و عظمة ملائكته و أنبياءه وأولياءه تعالى و قد جاءت بفضل الله صادقة من خبير عارف بالله وبسبل الوصال.
وكما قدم الراتب الكبير في التوسلات الذي جمع فيه عدد كبير من الصالحين عليهم رضوان الله أجمعين وهذا الراتب معروف عند أهل القوم بالسلسلة الذهبية ومطلعها
الله يا الله يا الله يا الله يا نافي للشريك والأشباه
ومن مؤلفاته رضي الله عنه مدائحه في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم التي جاءت تحكي عظمة الحبيب تلك المدائح التي زرعت حب الرسول صلى الله عليه و سلم في قلوب الناس و سمت بأرواحهم إلى عوالم الأنس ، وقد شمل ديوانه سعادة الدارين في مدح سيد الثقلين بعض منها ومن قصائده في مدح أولياء الله الصالحين مبينة حقهم ونهجهم و طريقهم القويم.
ترحاله و استقراره :
كانت بدايته رضي الله عنه في بلدة المكاشفي بغرب السودان التي تعرف الآن بالمكاشقي القديم حيث لاحت أنوارهو ذاع صيته و ظهرت شمس ولايته وفيها حفر البئر والحفير من أجل الماءو أسس المسجد وبنى الخلاوي وأوقد نار القرآن الكريمونار النفقة وكان هذا هو النهج الذي اتبعه في تنقلاته من المكاشفي إلى ود أبو أمنه و منها إلى البراقنة ثم استقر فيبلدة الشكينيبة حيث طاب له المقام وارتاحت نفسه وسكن إليها فحفر البئر وبنى المنازل، وقصده الناس من كل الأماكن فمنهم من سكن واستقر إلى جانبه و منهم من جاء للعلم ومنهم من جاء زائرا ومنهم من جاء ملازما له ، وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده الكبير وبنى حوله الخلاوي و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير وصارتالشكينيةمركز القاصدين ومورد الطالبينيجتمع فيها أناس كثيرون من أجناس مختلفة ينهلون من ذلك الفيض المكاشفي وقد أقام الشيخ بهذه الأرض الطيبة إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى.
من المعلوم أنه لم يكن كثير السفر و نذكر أنه سافر للخرطوم زمن إقامته ببلدة البراقنه حيث التقى بالحاكم الإنجليزي العاموأقام فترة أربعة أشهر تقريبا وكان أقامته عند بعض الأسر المشهورة بالعلم كآل الشيخ أبو القاسم وآل الشيخ صغيرونوآل الشيخ عتباني و زار خلالها مسيد الشيخ العبيد ود بدر بأم ضوابان ومسيد الشيخ إدريس ود الأرباب بالعيلفون ومسيد الشيخ الكباشي حيث قال قصيدته في الشيخ الكباشي التي مستهلها
حمداً لباري الخلق والنسمائيشكرا له على تواتر الآلاء
فصلاة ربي و السلام على الذي أسرى به ليلاً وشاف ذات علاء
وعلى صحابته الكرام وآله و الأولياء السادة العلماء
وعلى زعيمهم الكباشي طبيبنا ذي الحل والعقد مزيل بلائي
ذو الآية الكبرى والنعمة أنعم به قطبا تولى هدائي
إلى آخر الابيات
وزار الشيخ أيضا مسيد الشيخ قريب الله ود أبو صالح بام درمان وبعض المساجد والبيوتات الدينية الكبيرة كبيت آل الإمام محمد أحمد المهدي " رضي الله عنه" وإلتقى بالسيد عبد الرحمن المهدي الذي بالغ في إكرامه كما زار أيضا بيت السادة الختمية " رضوان الله عليهم أجمعين " .وقد ظهرت في زيارته كرامات عديدة .
ونذكر أنه توجه إلى منطقة غرب النيل الأبيض قاصدا أخيه الشيخ عبد الله أبو شلخ ابن الحاج عمر بمنطقة ( الشقيق )معزيا له في وفاة والدته وفي تلكالرحلة زار الشيخ عمر محمد الصافي بمنطقة ( الكريدة) ثم زار الشيخ محمد الخنجر وزار الشيخ إسماعيل الفكي عربي ( بالطلحة) .
البيت المكاشفي:
تزوج الشيخ المكاشفي من السيدة قند اليمن بنت الشيخ إبراهيم الحافظ الشيخ أحمد المكاشفي وأنجب منها الشيخ عمر والسيدة أمنه " أم النيل" ، وتزوج من السيدة التومة علي العجال و أنجب منها الشيخ عبد الله والسيدة دار السلام والسيدة دار النعيم والسيدة أسماء والسيدة رابعة والسيدة رقية، وتزوج من السيدة المسك أحمد حماد وقد أنجب منها الشيخ الطيب والشيخ محمد والسيدة زينب، وتزوج من السيدة زينب عجب الأهل وهي أخت السيدة المسك من جهة أمها وقد أنجب منها أبنائه الشيخ الجيلي والشيخ موسى ، وتزوج من السيدة نفيسة أحمد الفكي و لم يرزق منها بأبناء ، وتزوج من السيدة دار السلام المقدم محمد احمد وأنجب منها الشيخ المهدي والشيخ الفاتح والشيخ التقي الأكبر والشيخ التقي الأصغر ( بحر أبيض) والسيدة عائشة والسيدة آمنه الثانية "رضي الله عنهم أجمعين" .
إنتقاله إلى الرفيق الأعلى
بعد عمر طويل قضاه الشيخ خادما لله ورسوله صلى الله عليه و سلم بدأ الشيخ الجليل يعاني من الآم الحمى و مرض الأسنان "الدبس " فعزم الناس أن يذهبوا به إلى الطيب فرفض ذلك بشدة، فقالوا " إذن نأتي أليك به، فقال " وماذا أقول له" قالوا " تشكي إليه ألآمك" فرد عليهم الشيخ الجليل بإيمان و يقين تام و رضاً بقضاء الله قائلا " كيف بالله أشكو الخالق للمخلوق ". و حضر الطبيب وكان اسمه مستر بولسن من مدينة مدني وعاين الشيخ قبل انتقاله بقليل، وكانت مدة مرض الشيخ أربعين يوما وربطناها بما هو أدناه و الله ورسوله أعلم:
فقد شطر الشيخ للزمخشري هذا الدعاء
يا عالم الأرواح من أشباحها حركاتها سكناتها بغدوها و مقيلها ورواحها يا من يرى مد البعوضة جناحها في ظلمة الليل البهيم الاليل يا رازق الحيتان لج بحرها و الطير و الوحش مهامة صحرها والنملة السوداء حندس جحرها ويرى مناط عروقها في نحرها والمخ من تلك العظام النحل هل نفحة سحرية نحظى بها تمحو ران القلب جمع عيوبها امنن على الهي بتوبة تمحو لنا بها ما كان في الزمان الأول
انتقل الشيخ رضي الله عنه إلى جوار ربه في يوم السبت بعدصلاة العشاء ليلة العاشر من ذي الحجه في سنة 1379هـالموافق اليوم الثالث من شهر يونيو سنة ألف وتسعمائة وستون 3/6/1960م ببلدة الشكينيبة و له من العمر ما يقارب ستة وتسعون عاما قضاها في طاعة الله ورسوله.
قبر رضي الله عنه في ذات الليلة بجوار الجامع في الموضع الذي كان كثيراً من الفقراء إلى الله (المريدين) يرون عليه بريقالأنوار، ويتحدثون عنه بغرائب الأسرار و في هذا الموضع الشريف الذي حوى جسده الطاهر بنيت قبة شامخة ، جزاه الله عنا خير الجزاء و نفعنا بجاهه العظيم.
وقد كان رحيله مصاب جلل فقد كان سنا الإسلام و الأيمان ، الرجل الأمة ، الأب المرشد ، والمربي الحنون، صاحب الفضائل السمحة ، والخصال الحميدة ، كان مستجاب الدعاء مقبول عند الله، إذا قصدته مكروبنفس الله عنك كربتك، وإذا قصدتهمظلوم نصرك الله، وإذا قصدته سقيم شفاك الله، وإذا قصدته في حاجة قضاها الله.
اوراد واذكار الطريقه القادريه المكاشفيه
أساس الطريقة:
أساس الطريقة ذكر يقوله المريد بعد كل صلاة مفروضة اختاره الشيخ عبد الباقي المكاشفي ليكون وردا أساسيا لأبناء الطريقة المكاشفة. والالتزامبههو دليل الانتساب للطريقة - اللهم يا واصل المنقطعين أوصلنا إليك وصلنا بأوليائك الدالين عليك وأمنا و احرسنا يا عظيم السماوات والأرض- وهو:
"بسم الله الرحمن الرحيم 200 مرة جرداً"
"استغفر الله 200 مرة جرداً"
"اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وسلم 200 مرة جرداً"
"لا إله إلا الله 200 مرة جرداً"
"الله الله 200 مرة جرداً"
والجرد يكون بإمرار اليد سريعاً على السبحة من ثلاث إلى عشر حبات معاً، واختيار الجرد لما فيه من همة في الذكر وإخلاص وحضور وحركة في الجسم و السر في هذا الورد معلوم لدى العارفين و إذا أردنا أن ندرك بعض منه فليس لنا إلا أن نقف عليه يفتح الله علينا إنشاء الله.
بسم الله الرحمن الرحيم : كل عمل لم يبدأ باسم الله فهو ابتر أي ناقص ،وقيل بين بسم الله و الرحمن و الرحيم اسم الله الأعظم الذي إذا دعيّ به أجاب.
استغفر الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الاستغفار سيد الأذكار". و معلوم حاجة العباد إلى الاستغفار ومعلوم فضله
الصلاة على رسول الله : هي الفاتحة لأبواب السماء وفضلها معلوم
لا إله إلا الله: قال سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه وسلم: خير ما قلت أنا و الأنبياء من قبلي لا إله إلا الله
الله الله : الله هو اسم الله المفرد الدال على وحدانيته جل وعلا
و الورد اليومي وهو مرة واحد في اليوم في الصباح أو المساء ومبين أدناه:
بسم الله الرحمن الرحيم 786 مرة
يا لطيف 129 مرة
حسبي الله ونعم الوكيل وعلى الله توكلنا 450 مرة
الصلاة الإنسية 1000 أو 2000 - اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
أوراد الطريقة:
الورد هو عبادة من ذكر لله جل و علا واستغفار وصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو عمل يداوم عليه المريد وينبغي أن يخلص فيه النية لله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله ادومها وإن قل.
ولا بد للمريد الصادق من ورد ولا بد له من شكر وحمد ، و معظم أذكار أهل الطريقة المكاشفية تنحصر في قراءة القرآن العظيم والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتهليل.
التوسلات: لقد وضع الشيخ رضي الله عنه عدداً من التوسلات تؤدى بعد صلاة الصبح والمغرب واعلم أن فيها أسرار و عجائب وهي حافظة لصاحبها وهي:
جل جلاله التي مستهلها
جل جلاله لا له شريك ولا له مثال الله
و تنزه ربي والتي مستهلها
تنزه ربي عن صور وخواطر قلب في الأذهان
و رباه يا رباه والتي مستهلها
رباه يا رباه للمصطفي وصحباه صلي وزيد في حباه
و مولانا يا مولانا والتي مستهلها
مولنا يا مولانا احفظنا واتولانا نفوسنا والولانا
يا رب بهم وبآلهم التي مستهلها
يا رب بهم وبآلهم عجل بالفتح و بالرشد
إحياء الليالي:
و من أعمال أهل الطريقة إحياء ليلتي الاثنين والجمعة بالأذكار وفيها يجتمع الإخوان والمريدون في حلقات الذكر والعلم قاصدين الله جل وعلا. وكذلك إحياء عصر الجمعة
مواسم الزيارات:
يجتمع مريدو الطريقة من كل مكان لزيارة الشكينيبة وإحياء الليالي في عدة مواسم هي:
أولاً: ليلة عاشوراء – العاشر من محرم،
ثانياً: المولد النبوي – 12 ربيع الأول،
ثالثاً: الإسراء والمعراج – 27 رجب،
رابعاً: ليلة النصف من شعبان – 15 شعبان.
خامساً: عيد الفطر المبارك - أول شوال،
سادساً: عيد الأضحى المبارك – 10 ذو الحجة.
راتب في أذكار القرآن والسنة:
اتفق العلماء على أن أفضل الأذكار هو ما أخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا الجانب قدم الشيخ رضي الله عنه راتباً في أذكار القرآن والسنة، يقولالشيخ رضي الله عنه في فضله" إن من قرأه فكأنما فعل عدد السبعين ثلاث مرات، ولم تكتب عليه خطيئة إلى أسبوع، وأغناه عن جميع الأوراد"
و للذكر آداب وفي هذا قال الشيخ عبد الباقي المكاشفي: أما القيام بحق الذكر فالطهارة الحسية والمعنوية، من الحدث والخبث والرياء والغيبة وسائر العلل الفادحة، وينبغي أن يكون الذكر حباً في الله لا لغرض من الأغراض الدنيوية أو الأخروية، وعلى الذاكر أن يلاحظ صورة الشيخ لأنها تطرد الشيطان الرجيم، وعليه أيضاً أن يكبر معنى الذكر في ذهنه فمعنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله " .
راتب في أذكار القرآن والسنة
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة ولحظة وطرفة يطرف بها أهل السماوات، وأهل الأرض وكل شيء هو في علمك كائن أو قد كان، أقدم إليكم بين يدي ذلك كله:
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا علي عهدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوأ لك بنعمتك علي، وأبوأ بذنبي فاغفر لي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (3) أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه (3) اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا مولانا محمد النبي الكامل وعلى آله وأصحابه كما لا نهاية لكمالك وعد كماله (7).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الم، ذلك ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ، والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ. لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ. شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. إن الدين عند الله الإسلام. قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ. اللهم أرزقنا وأنت خير الرازقين وأنت حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ، هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ، وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ. لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ، فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ.وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا. فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ، يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (3) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (3) لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (2) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ.
أللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نمـوت وإليك النشور (3) اللهم ما أصـبح بي مـن نعمة أو بأحد مـن خلقك فمنك وحـدك لا شريك لـك فلك الحمد ولـك الشكر (3) اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملـة عرشك وملائكتك وجـميع خلـقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن سيدنا محمدا عبدك ورسولك (4) اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكـسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال (3) اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو اظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي (3) اللهم أجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا في كل خير تقسمه في هذا اليوم وفي ما بعده من نـور تهدي به أو رحمة تنشرها أو ضر تكشفه أو ذنب تغفره أو رزق تبسطـه أو شدة تدفعها أو فتنـة تصرفها أو معافاة تمن بها برحمتك إنك على كل شيء قدير، أللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخـرة حسنة وقنـا عـذاب النار (3) اللهم مغفرتك أوسع مـن ذنوبي ورحمتك أرجـي عندي مـن عملي (3) الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله (3) أو (7) سبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (3).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ،لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (7) اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (7) سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم (7) اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد (7) الهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات (7) اللهم أفعل بي وبهم عاجل وآجلا في الدين والدنيا ما أنت له أهل ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن له أهل إنك غفور حليم جواد كريم رؤوف رحيم (7).
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صـراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومداره العظيم (7) اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات وتقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات وترفعـنا بها أعلى الدرجات وتبلـغنا بها أقصي الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات (7) اللهم صل على سيدنا محمد النبي كما أمرتنا أن نصلي عليه وصل على سيدنا محمد النبي كما ينبغي أن يصلى عليه وصل على سيدنا محمد النبي بعدد من صلى عليه وصل علـى سيدنا محمـد النبي بعدد من لم يصـلي عليه وصل على سيدنا محمد النبي كما نحب أن يصلي عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مثل ذلك (10) أللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره ورحمة للعالمين ظهوره عدد من مضى من خلقك ومن بقي ومن سعد منهم ومن شقي صلاة تستغرق العد وتحيط بالحد صلاة لا غاية لها ولا منتهى ولا انقضاء صلاة دائمة بدوامك وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مثل ذلك (10).
اللهم إني أسـالك يا الله يا رحمن يا رحيم يا مـلك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارئ يا مصور يا غفار يا قـهار يا وهاب يا رزاق يا فتاح يا عليم يا قابض يا باسط يا رافع يا معـز يا مذل يا حكم يا عدل يا لطـيف يا خبير يا حلـيم يا عظيم يا غفور يا شكور يا علي يا كبير يا حفيظ يا مقيت يا حسيب يا جليل يا كريم يا رقـيب يا مجيب يا واسع يا حكيم يا ودود يا مجيد يا باعث يا شهيد يا حق يا وكيل يا قوي يا متين يا ولي يا حميد يا محصي يا مـبدي يا معيد يا محـي يا مميت يا حـي يا قيوم يا وجد يا ماجد يا واحد يا احد يا صمد يا قادر يا مقتدر يا مقدم يا مؤخر يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا والي يا متعالي يا بر يا تواب يا منتقم يا عفو يا رءوف يا مالك الملك يا ذا الجلال والإكرام يا مقسط يا جامع يا غني يا مغني يا مانع يا ضـار يا نافع يا نور يا هادي يا بـديع يا باقي يا وارث يا رشيد يا صبور الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
فأعلم أنه لا إله إلا الله (100) لا أله الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير (10) لا إله إلا الله الملك الحق المبين (100) سبحان الله العظيم وبحمده (100) سبحـان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته (10) لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم (100) حسبنا الله ونعم الوكيل وعلى الله توكنا (100) اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم (100) جل الله تعالى الله (100) يا حي يا قيوم (100).
ومن أذكار الشيخ المكاشفي وادعيته قصيدة الدعاء على الحروف الهجائية:
اللهم إني أسالك بألف ألوهيتك
أن تقبل دعاءنا يا ذا المجد والعلا
وبباء بدئك للخلق أن ترزقنا
بحق مصطفاك خير المرسلين الكملا
وبتاء توبتك يا تواب تب علينا
وأمنحنا أسرارك التي تنور بها العقلا
وبالثاء ثبت أقدامنا على
الصراط في يوم الزلزلة
وبجيم جمالك جملنا لفظا
ومنذ نشأتها عام 1311 هـ حتى يومنا هذا هي منارة للإرشاد بفضل الأستاذ الشيخ المكاشفي رضي الله عنه الذي علم القرآن وعلوم الشريعة و أرشد العباد ودل على طريق الله القويم و أقام المساجد و الخلاوي وكذلك بفضل أبنائه الأبرار الوارثون علومه وتلاميذه الأكابر الذين صدقوا مع الله فعرفوا سبل الوصال.
الطريقة المكاشفية لها دور ثابت و فعال في نشر الإسلام في بقاع الأرض المختلفة والفضل في ذلك يرجع إلى نهج الطريقة الذي يعي الواقع و يواكب حركة الإيقاع الدعوى العالمي و الذي يتفهم ما تتطلبه الدعوة من وسائل حتى تنفذ إلى أبعد مكان ، ذلك النهج الذي تذوب فيها النظرات العرقيه وتتلاشى فيه الحواجز و الفرو قات الاجتماعية بفضل تعاليمها وآدابها المستمدة من الكتاب والسنة .
ولأنها تدرك تماماً أن العمل الدعوى هو عمل الأنبياء والمرسلين ربت الطريقة أبناءها و تلاميذها واعدتهم إعدادا ً تاماً ليقوموا بأعباء الدعوة و نشر الإسلام و ربتهم على الصبر والمثابرة وعلى تحمل الأذى والبلايا الناتجة عن اختلاف المفاهيم وأورثتهم الحكمة وزودتهم بنور البصيرة حتى يصلوا لمقصدهم و كذا ربتهم على العزلة حتى يكون متنزهين عن الضغائن وأمراض المجتمعات وحتى يروضوا أنفسهم على اقتحام المشاق وكذا ربتهم على الزهد ليكون الفرد منهم مستغنياً عما في أيدي الناس و ربتهم على الكرم و العطاء و على المسامحة حتى إذا أدرك الفرد منهم هذه الصفات و الخصال صار يمتلك خصال الداعية الناجح و أصبح ذو تأثير على من حوله.
الشيخ المكاشفى
هو الشيخ عبد الباقي الحاج عمر أحمد محمد الهارب،مؤسس الطريقة المكاشفية و مرسي قواعدها وواضع أذكارها و مبين آدابها و تعاليمها ، الأستاذ الأعظم، والملاذ الأشهر ، صاحب الولاية الكبرى ، والخلافة العظمى ، والسيادة المطلقة ، عبد الباقي( أسمه) والحاج عمر (والده) وأحمد المكاشفي ( جده الأول) كان من أقطاب الصوفية وله أخبار شهيرة ومناقب كثيرة وقصصه معروفة بين المريدين، ومحمد الهارب (جده الثاني) وكان قاضيا جاء من مكة لأسباب سياسية.
كني بأسماء كثيرة فهو أبو عمر ، وأبو الجيلي ،وأبو عبد الله ، وأبو الطيب و أبو المهدي ، وأبو موسي ،و أبومحمد ، وأبو الفاتح ، وأبو التقي . ولقب بالنادر ، و بالرشيد ، وبأبي الكل، و بأبي الهمال، و بمهال، و بالكشيف ، و بالحفيان ، وبكحل الجلاء وكما أنه معلوم فإن كثرة الأسماء من عظمة المسمى واشتهر الشيخ بالمكاشفي، والمكاشفي من الكشف المعروف عند الصالحين ، ودليله قوة الفراسة وقد لقب به جده الشيخ أحمد وانطبق عليه انطباقا كاملاً و به كانت شهرته وشهرة أبنائه وأتباعه من بعده.
وهو حسيني النسب ، مالكي المذهب، أشعري العقيدة ، جيلاني الطريقة، محمدى الأخلاق، حفظ القرآن و تعلم علم الأصول والفروع و درس رسالة العلامة ابن أبي زيد القيرواني و المسالك للعلامة القطب الدرديري ومختصر العلامة الشيخ خليل ابن إسحاق المالكي ومؤطا الإمام مالك رضي الله عنه وفتح الله عليه بغير ذلك من العلوم و المعارف مما يعجز عن وصفه البيان ، لازم الخشوع والخضوع والخوف والتذلل لله تعالى و عرف بالزهد الورع والتواضع والعفة والحياء والمروءةوالسماحة والجود والشجاعة وكظم الغيظ ومداراة الخلائق ومكافأة السيئة بالحسنة والعفو عن المسيء وشكر المحسن.
وهو شيخ عارف بالله أراد الله به خير العباد، اهتدىعلى يديه خلق كثير ، و ظهر بالإرشادكالشمس في كبد السماء و ترامىعليه الخلائق من سائر الأنحاء و قصده المرضى و أصحاب البلايا إذ أن سائر الأمراض تشفى بدعوته رضي الله عنه. ألف رضي الله عنه في التوحيد والفقه والتصوفنظماً ونثراً و قال مدائح و قصائد اشرحت الصدور واستنارت بها العقول نبعت من قلب صادق بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم.و نحن عندما نتحدث عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي إنما نشير إليه إشارة ظاهرية إذ أنه سر من أسرار الله تعالى.
نسبه من جهة أبيه
هو العارف بالله تعالى الشيخ عبد الباقي ابن الشيخ الحاج عمر بن الشيخ أحمد المكاشفي ابن السيد محمد الهارب بن الشيخ علي المادح بن زيادة بن حسان الإدريسي التلمساني بن السيد آدم بن السيد أحمد بن السيد علي بن السيد محمد بن أحمد الدسوقي بن السيد موسي الطاهر بن عبد العزيز النادر بن السيد عبد الرازق الخليفة بن السيد عيسي الصوام بن السيد آدم بن عبد الحفيظ الطيار بن هارون الصادق بن سعد الخفي بن عامر الخطاف بن السيد أحمد بن السيد داود بن السيد حسن الدوري بن السيد موسى الطامع بن السيد الحسين بن أكمل بن أحمد بن السيد محمد نور بن السيد عبد الرازق بن الفضل بن السيد عبد القادر بن السيد عبد العزيز بن السيد عطاء الكريم بن السيد محمد الجواد بن السيد علي الرضا بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي الأصغر زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(وهو النسب الموجود بداخل ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشقي)
أما نسبه من جهة أمه:
هو العارف بالله تعالى الشيخ عبد الباقي ابن السيدة فاطمة بنت أحمد أبو القاسم بن الضو بن البكري بن علي بن عبد الرحمن بن السيد طه بن الشيخ علي النيل بن الشيخ الهميم بن الشيخ الصادق بن السيد عبد الرحمن بن حسن معشر بن عبد النبي بن ركاب بن السيد غلام الله بن عائد بن أحمد المقبول بن السيد محمد الزيلعي بن السيد عمر بن السيد محمود بن المختار بن هاشم بن السيد سراج بن محمد بن السيد علي بن أبو القاسم بن السيد موسى بن السيد إسماعيل بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي الأصغر زين العابدين بن الإمام الحسينى بن السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
(وهو النسب الموجود بداخل ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشقي)
مولده ونشأته:
ولد الأستاذ المرشد الشيخ عبد الباقي المكاشفي في السودان بقرية ودشنبلي جوار قرية الشيخ التوم ودبانقا بريفي سنار في اليوم الرابع من شهر رجب سنه 1284 هـ الموافق 1865مفرحب به والده الحاج عمر وفرح به فرحاً كبيراً و أذنّ في أذنيه وسلم عليه مقبلاً يده وروي أنه قال أمام ملأ من الناس " مرحباً بسيد أبيه" ويروى أيضا أن والدته السيدة فاطمة بنت أبي القاسم روت أن زوجها الحاج عمر كان يتواضع لهذا المولود منذ أن حملت به وكان يثني عليه كثيرا ويقول " هنيئا لمن يحضر زمانه" وكان أيضا يدخل تلك الغرفة التي وضع بها أبنه حافياً حاسر الرأس. وروى أيضا أن حبر الأمة الشيخ التوم ود بانقا، كان دائم الإكرام له والإشادة به منذ أن كان صغيرا وقد كان يقول (لا أنا ولا أبوه وهنيئاً لمن يحضر زمانه) وكان قد بشر به قبل ولادته ونذكر في ذلك ما قاله ود الزين في كتابه نوادر النادر( حدثني الشيخ محمد الهارب أن رجلاً قدم نفسه لزواج السيدة فاطمة بنت السيد أحمد ابن أبي القاسم والدة الأستاذ فرده سيدي الشيخ محمد توم ودبانقا عنها قائلاً له بما في معناه أنها ليست زوجتك وأنها سوف تتزوج بالحاج عمر وينجب منها ابناً صالحاً وفعلاً تزوج بها الحاج عمر وأنجب منها هذا الأستاذ رضي الله عنه). وقال: ( حدثني الجزولي تلميذ الشيخ حمدان ود أبو الحسني قال ليكان سيدي الشيخ محمد توم ودبانقا يبشر الناس بأربعة أولاد يأتون من بعده يكون لهم شأن ، منهم من ينجبه أخينا الحاج عمر ومنهم من ينجبه الشيخ طلحه الفلاتي ومنهم من ينجبه الشيخ عبد القادر وبالفعل ظهر هؤلاء الرجال الأربعأما الحاج عمر فقد خرج من نسله هذا الأستاذ رضي الله عنه والشيخ طلحه خرج من نسله الشيخ محمد توم و كان من أكابر الصالحين والشيخ عبد القادر خرج من نسله الشيخ حمدان والرابع المشار إليه الشيخ هجو ابن الماصع فهؤلاء هم الأربعة الذين كان يبشر بهم الشيخ التوم ودبانقا) .
وكان ممن بشر به الشيخ الكباشي وذكر ذلك ود الزين في كتابه نوادر النادر حيث قال: (حدثني الشيخ محمد الهارب أن والد الأستاذ الحاج عمر عندما ذهب إلى الحج نزل عند سيدي الشيخ إبراهيم الكباشى بحلة الفرع فبالغ في إكرامه وقال له أنا لم أكرمك لأجل أنك أرفع منى درجه ولا أكبر مني ولاية ولكن إكرامي لك لأجل ابن يخرج منك ويعني الأستاذ رضي الله عنه وهذه من مكاشفات الكباشي وإعلامه للحاج عمر بأن في صلبه هذا الأستاذ العظيم ).
أما عن نشأته فقد قام بكفالته ورعايته أخوه الأكبر الشيخ أحمد الحاج عمر بعد وفاة والده ، و نشأ رضي الله عنه ببلدة المكاشفي في بيت علم و صلاح ، يجذبه سر الولاية ، ويؤنسه نور الهداية، ويحفه جيش العناية ،وعليه شيم النجاح وعلامات الخير والصلاح، ويزينه الإشراق، وفيه يرى الرشد والفلاح ، وعليه عبقرية الأذكياء ،ونباهة الأصفياء ، وخصال الأولياء رضي الله عنهم.
وأظهر رضي الله عنه ميلاً كبيراً للتعليم و التعلم منذ نعومة أظفاره فحفظ القرآن حفظاً تاماً مع كامل التجويد و درس العلوم الشرعية على يد كثير من العلماء ولازم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلاحت على بصيرته أنوار الفتوحات و أدرك الحقائق و تباعد عن هوى الأنفس و عن المقاصد الدنيوية واكتفى بالعفاف و من العيش بالكفاف وانخرط في سلك الناسكين الزهاد وانتظم في عقد العارفين العباد وسلك مسالك الصوفية أهل الهمم العليا والمقاصد الربانية .
تعليمه:
تعلم القرآن الكريم على يد جماعة من الحفظة منهمأخيه الشيخ أحمد بن الحاج عمر بقرية ود شنبلي و الفكي محمد على ود أبو النعمة ، و الفكى يوسف ود عبيد و كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب مع كمال التجويد ، ودرس التوحيد والفقه و الحديث والسيرة على يد جماعة من العلماء منهم الفكى قسم الله، والفكى عمر ، والفكى إبراهيم بقادى والشيخ محمد البدوى شيخ الإسلام بالسودان سابقاً وكان معظم تعليمه على يد هؤلاء الأعلام بأرض الجزيرة ، وكان يحفظ متن الرسالة لسيدي ابن أبي زيد القيروانى عن ظهر قلب، و مختصر سيدي خليل بن إسحاق المالكي، و يحفظ مؤطا سيدي الإمام مالك بن أنس . ثم اجتهد عملا في ما علم ففتح الله عليه في العلوم الوهبية والمعارف اللدنية و الطب و التاريخ والجغرافيا و اللغات وغير ذلك مما يعجز عنه البيان ، وكان يقول عندما يسأل عن هذه العلوم و عن كيف اكتسبها "اتقوا الله ويعلمكم الله "
أخذه لطريق القوم:
كان الشيخ المكاشفي متعبداً بتلاوة القرآن العظيم، ملازماً التهليل والصلاة على النبي الأمين صلى الله عليه وسلم , متفكراً في ملكوت الله ، منخرطاً في سلك الناسكين ، ومنتظماً في عقد العارفين ، وقد نشأ ظاهر بالكمال بدليل شهادة العارفين به أمثال الشيخ محمد توم ود بانقا و الشيخ إبراهيم الكباشي رضي الله عنهما. أخذ رضي الله عنه طريق القوم على الشيخ عبد الباقي الأبيض المعروف بابي الشول حفيد الشيخ عبد الباقي النيل سنة 1311هـ و كان له من العمر آنذاك سبع وعشرون عاما و سلك مسالك الصوفية أهل الأحوال الشريفة والأخلاق اللطيفة , أهل الإخلاص الموصوفين بالإحسان ولم يزل يسلك طريق الرشاد و يتصف بأوصاف التمام ، حتى ثبتت قدمه على طريق العارفين ، ونال أعلى منازل الواصلين فهو رضي الله عنه سيد السالكين ، وإمام الواصلين.
أما عن سنده في الطريق فهو عن الشيخ عبد الباقي المعروف بأبي الشول حفيد الشيخ عبد الباقي النيل عن الشيخ عبد الخدام عن الشيخ عبد الباقي المحب عن الإمام مالك عن الشيخ عبد الباقي النيل عن الشيخ عبد الله ود العجوز عن الشيخ محمد المسلمي عن الشيخ دفع الله المصوبن عن أبي إدريس عن الشيخ عبد الله العركي عن الشيخ حبيب الله العجمي عن الشيخ تاج الدين البهاري عن محمد عن أحمد عن أكمل عن أصغر عن أكبر عن كمال الدين عن علاء الدين عن محمد عن أحمد عن عبد الرازق الخليفة عن الشيخ عبد القادر الجيلاني عن المخزوم عن الهكاري عن يوسف الطرطوس عن أبابكر عن سليمان عن عبد العزيز عن عبد الواحد التميمي عن سيد الطائفة أبي القاسم الجنيد عن السري السقطي عن الشيخ معروف الكرخي عن علي الرضا عن موسى الكاظم عن جعفر الصادق عن محمد الباقر عن زين العابدين عن الحسين عن الإمام علي كرم الله وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين جبريل عليه السلام عن الحق عز وجل.
أخلاقه:
كان الأستاذ عنه متخلقاً بالأخلاق المحمدية ، متمسكا بالسنة ، تسرك نظرته ، وتذكرك بالله رؤيته ، ويدلك على الله كلامه ، وترغبك في الآخرة أفعاله ، وتزهدك في الدنيا خصاله ، لا يرى لنفسه فضل على أحد، ولا يمن على من أرشد , لين العريكة ، حسن المجالسة , جميل الملاطفة ، كتاب المكارم المحمودة ، جامع الفضائل المنشودة، إذا حدث صدق ، وإذا عاهد أوفى ، إذا وزنت قوله بفعله وجدت فعله أرجح و إذا وزنت ظاهره بباطنه وجدت باطنه أصلح، وكان رضي عنه لا يقابل أحد بما يكره ، متواضع للناس ولله من قبل يكرم الضعفاء والمساكين واليتامى و يكرم أهل الفضل والأقارب ويصل الجيران وذوي العاهات والبلايا وينفق عليهم بما عنده بالكثير والقليل ، و قد قال الشيخ الجبلي متحدثا عن أبيه الشيخ المكاشفي: (كان والدي متواضعا التواضع كله طاهر السريرة الطهر كله لين العريكة تألفه النافرات تعلمنا منه الصبر على المكاره وحسن المعاملة ،كان يأكل مع المريض ولو كان مجذوما وقد فسر والدي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "فر من المجذوم كما تفر من الأسد " أي فر منه خوفا من الإشراك لأنه سيرى نعمة الله عليك فيحسدك ، وقال كان يجيب دعوة الداعي مهما كان مقامه) وكان رضي الله عنه لا يرد سائلاّ أبدا و إذا لم يجد شيء يعطيه للطالب يكتب له سند بضمان العطاء إلى أجل . ومن أخلاقه تحمله لأهل الحدة والحماقة ونذكر كلام الشيخ أحمد ود الحاج حيث قال مررت بتسعة وتسعين مسجداً لم يتحملني إلا هذا الأستاذ رضي الله عنه وكان ود الحاج يبحث عن الشيخ المرشد الكامل ويختبره في أخلاقه ومعاملاته ويلتمس من ذلك كماله .
كان رضي الله عنه زاهداً طول حياته منذ نشأته حتى وفاته لم يمتلك من حطام الدنيا ما تراه العين أو تسمع به الآذان ، ولم يدخر شيئا من المساء إلى الصباح ولم يكن له جيب في جلبابه ، و غالب لباسه جبة واحدة من الدمور و سروال و ملفحة يطرحها على منكبيه، و زهده مشهود ومعلوم لكل من خالطه أو عاشره بل لا يخفى على من جالسه أو تردد عليه في زيارته أو عرفه أو سمع عنه. قال فيه مادح رسول الله أب شريعة :
له قدراً على الأقران يسمو منيباً زاهداً في كل فان
وقد كان رضي الله عنه إمام زهد حاله الزهد وفعله الزهد و مقاله الزهدو هو القائل:
والله والله لا يجتمع حــب الإله وحب الدراهم في قلب ذو اسرار
إن الدراهم مكتوب عليها من أحب الدراهم أبغضه الباريء
و لما كان الشيخ من أزهد الناس في الدنيا كان من أكرمهم بها فقد كان يكرم البعيد و القريب ، المقيم والمار ، الكبير والصغير ، العام و الخاص، وفي ذلك قال حفيده الشيخ عمر بن الشيخ الجيلي ( كان أبونا لا يفرق في عطاءه و كرمه بين أولاده و عامة الناس و كان دائما ما يقول العبيد عبادك والمراد مرادك " و قد كان رضي الله عنه نادراً فهو بحر من الجود و الكرم يعطى ما في يده، ويرجو ما عند ربه).و قال فيه الشيخ يوسف حفيد الشيخ عوض الجيد :
نيطت مكارم أخلاق الكـرام بــه فريد عصر الورى في الدهـر والدول
وعن فضائله التي ساق بها الخلق لمعرفة الخالق والتي جعلها الله باقية بعد وفاته حتى اليوم بفضل صدقه مع الله وبفضل أبناءه الأبرار الأتقياء نفعنا الله بهم و بأبنائهم السالكين دربهم نذكر على سبيل المثال تعليم القرآن الكريم و العلوم الشرعية لأبناء المسلمين و إقامة حلقات الذكر وعلاج الناس من الأمراض بالطب النبوي و الإصلاح بين الناس بما أمر الله و الإحسان إليهم وإشعاله نار النفقة لإطعام الطلاب والمريدين و المساكين وعامة الناس وفي ذلك الشيخ يوسف حفيد الشيخ عوض الجيد
حائز الفضائل في خَلق وفي خُلق أنشا المهمين كل النــاس في رجل
إرشاده:
فوقو الصولة عبد الباقي قائد الدولة كشيفنا
مؤلفاته:
كان الشيخ يمتاز بفصاحة اللسان و بلاغة القول ونصاعة اللفظ و صحة المعاني و قلة التكلف لذلك جاءت مؤلفاته واضحة جلية أنارت القلوب و العقول و بينت سبل الوصال و انتفع بها أناس كثيرون ، منها ما ألفه الشيخ نثرا و نظما في العقيدة والفقه و التصوف و منها ما قاله في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم.
في العقيدة و التوحيد ألف الشيخ رضي الله عنه منظومة تعالي الرب التي جاءت ترد على المبتدعة و الضالة ، و أرجوزة التوحيد في معنى عقائد التوحيد وهما خلاصة ما يحتاج إليه الفرد لمعرفة عقيدة التوحيد و قد بين الشيخ فيهما التوحيد الحق الخالص من الشك و الريب و الإعتقاد السليم الذي لا يشوبه الشرك و النقائص الذي يهدي ويقود صاحبه إلى الصراط المستقيم. (المنظومة تم شرحها في كتاب النمارق المصفوفة و الأرجوزة تم شرحها في كتاب التبيين المفيد )
ولعلمه رضي الله عنه أن الناطق (بلا اله إلا الله محمد رسول الله) بعد إدراكه معنى عقائد التوحيد يحتاج إلى معرفة ما تصح به عبادته وفق الشريعة و السنة المحمدية ألف الشيخ في الفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه منظومة الجنائن المغروسة علي حياض السنة المحروسة والتي تحتوي على خلاصة ما يحتاجه المسلم من معرفة الفرائض العينية التي تمكنه من أداء العبادة على شكلها الصحيح التام وهي بحمد الله وفضله جامعة لأحكام الفرائض العينية.
(تم شرح هذه الأرجوزة في كتاب النمارق المصفوفة )
وفي التصوف ألف الشيخ النصائح التسع في السلوك و الإرشاد والتي جاءت تدل على صدق المنهج الصوفي الذي غايته الوصول إلى معرفة الله ، وعين حقيقته إدراك رضاء الله تعالى ، وهي نصائح خرجت من روح طاهرة وقلب صادق خالص لله تعالى تدعو إلى تهذيب السلوك وتزكية النفوس وتدل على سبيل الرشاد وهي بحمد الله كفيلة بان تلحق الآخذ بها إلى ركب السادة الأصفياء الأتقياء الصالحين أهل الذوق الرفيع والمقام العالي والأدب و الخلق التام.
وقد جمع الشيخ رضي الله عنه خصائص وخصال الحبيب صلى الله عليه وسلم و قدمها للناس تحت اسم خصائص المصطفي صلى الله عليه و سلم تعريفا للقوم بقدر الحبيبصلى الله عليه وسلم وتنويرا لعقولهم وبصائرهم.
ولعلمه رضي الله عنه أن الذكر هو أقصر الطرق الموصلة لنيل رضاء الله و هو نور المسلم وبصيرته وذهاب همه وجلاء غمه وحزنه قدم الشيخ راتب في أذكار القراء ن و السنة وحث على العمل به و بين فضله وقال فيه رضي الله عنه أن من قرأه فكأنما عمل عدد السبعين ثلاث مرات و لم تكتب عليه خطيئة اسبوع وأغناه عن جميع الأوراد. وكذلك قدم الشيخ راتب في التوسلات إلى الله جل وعلا بعظمته و عظمة ملائكته و أنبياءه وأولياءه تعالى و قد جاءت بفضل الله صادقة من خبير عارف بالله وبسبل الوصال.
وكما قدم الراتب الكبير في التوسلات الذي جمع فيه عدد كبير من الصالحين عليهم رضوان الله أجمعين وهذا الراتب معروف عند أهل القوم بالسلسلة الذهبية ومطلعها
الله يا الله يا الله يا الله يا نافي للشريك والأشباه
ومن مؤلفاته رضي الله عنه مدائحه في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم التي جاءت تحكي عظمة الحبيب تلك المدائح التي زرعت حب الرسول صلى الله عليه و سلم في قلوب الناس و سمت بأرواحهم إلى عوالم الأنس ، وقد شمل ديوانه سعادة الدارين في مدح سيد الثقلين بعض منها ومن قصائده في مدح أولياء الله الصالحين مبينة حقهم ونهجهم و طريقهم القويم.
ترحاله و استقراره :
كانت بدايته رضي الله عنه في بلدة المكاشفي بغرب السودان التي تعرف الآن بالمكاشقي القديم حيث لاحت أنوارهو ذاع صيته و ظهرت شمس ولايته وفيها حفر البئر والحفير من أجل الماءو أسس المسجد وبنى الخلاوي وأوقد نار القرآن الكريمونار النفقة وكان هذا هو النهج الذي اتبعه في تنقلاته من المكاشفي إلى ود أبو أمنه و منها إلى البراقنة ثم استقر فيبلدة الشكينيبة حيث طاب له المقام وارتاحت نفسه وسكن إليها فحفر البئر وبنى المنازل، وقصده الناس من كل الأماكن فمنهم من سكن واستقر إلى جانبه و منهم من جاء للعلم ومنهم من جاء زائرا ومنهم من جاء ملازما له ، وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده الكبير وبنى حوله الخلاوي و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير وصارتالشكينيةمركز القاصدين ومورد الطالبينيجتمع فيها أناس كثيرون من أجناس مختلفة ينهلون من ذلك الفيض المكاشفي وقد أقام الشيخ بهذه الأرض الطيبة إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى.
من المعلوم أنه لم يكن كثير السفر و نذكر أنه سافر للخرطوم زمن إقامته ببلدة البراقنه حيث التقى بالحاكم الإنجليزي العاموأقام فترة أربعة أشهر تقريبا وكان أقامته عند بعض الأسر المشهورة بالعلم كآل الشيخ أبو القاسم وآل الشيخ صغيرونوآل الشيخ عتباني و زار خلالها مسيد الشيخ العبيد ود بدر بأم ضوابان ومسيد الشيخ إدريس ود الأرباب بالعيلفون ومسيد الشيخ الكباشي حيث قال قصيدته في الشيخ الكباشي التي مستهلها
حمداً لباري الخلق والنسمائيشكرا له على تواتر الآلاء
فصلاة ربي و السلام على الذي أسرى به ليلاً وشاف ذات علاء
وعلى صحابته الكرام وآله و الأولياء السادة العلماء
وعلى زعيمهم الكباشي طبيبنا ذي الحل والعقد مزيل بلائي
ذو الآية الكبرى والنعمة أنعم به قطبا تولى هدائي
إلى آخر الابيات
وزار الشيخ أيضا مسيد الشيخ قريب الله ود أبو صالح بام درمان وبعض المساجد والبيوتات الدينية الكبيرة كبيت آل الإمام محمد أحمد المهدي " رضي الله عنه" وإلتقى بالسيد عبد الرحمن المهدي الذي بالغ في إكرامه كما زار أيضا بيت السادة الختمية " رضوان الله عليهم أجمعين " .وقد ظهرت في زيارته كرامات عديدة .
ونذكر أنه توجه إلى منطقة غرب النيل الأبيض قاصدا أخيه الشيخ عبد الله أبو شلخ ابن الحاج عمر بمنطقة ( الشقيق )معزيا له في وفاة والدته وفي تلكالرحلة زار الشيخ عمر محمد الصافي بمنطقة ( الكريدة) ثم زار الشيخ محمد الخنجر وزار الشيخ إسماعيل الفكي عربي ( بالطلحة) .
البيت المكاشفي:
تزوج الشيخ المكاشفي من السيدة قند اليمن بنت الشيخ إبراهيم الحافظ الشيخ أحمد المكاشفي وأنجب منها الشيخ عمر والسيدة أمنه " أم النيل" ، وتزوج من السيدة التومة علي العجال و أنجب منها الشيخ عبد الله والسيدة دار السلام والسيدة دار النعيم والسيدة أسماء والسيدة رابعة والسيدة رقية، وتزوج من السيدة المسك أحمد حماد وقد أنجب منها الشيخ الطيب والشيخ محمد والسيدة زينب، وتزوج من السيدة زينب عجب الأهل وهي أخت السيدة المسك من جهة أمها وقد أنجب منها أبنائه الشيخ الجيلي والشيخ موسى ، وتزوج من السيدة نفيسة أحمد الفكي و لم يرزق منها بأبناء ، وتزوج من السيدة دار السلام المقدم محمد احمد وأنجب منها الشيخ المهدي والشيخ الفاتح والشيخ التقي الأكبر والشيخ التقي الأصغر ( بحر أبيض) والسيدة عائشة والسيدة آمنه الثانية "رضي الله عنهم أجمعين" .
إنتقاله إلى الرفيق الأعلى
بعد عمر طويل قضاه الشيخ خادما لله ورسوله صلى الله عليه و سلم بدأ الشيخ الجليل يعاني من الآم الحمى و مرض الأسنان "الدبس " فعزم الناس أن يذهبوا به إلى الطيب فرفض ذلك بشدة، فقالوا " إذن نأتي أليك به، فقال " وماذا أقول له" قالوا " تشكي إليه ألآمك" فرد عليهم الشيخ الجليل بإيمان و يقين تام و رضاً بقضاء الله قائلا " كيف بالله أشكو الخالق للمخلوق ". و حضر الطبيب وكان اسمه مستر بولسن من مدينة مدني وعاين الشيخ قبل انتقاله بقليل، وكانت مدة مرض الشيخ أربعين يوما وربطناها بما هو أدناه و الله ورسوله أعلم:
فقد شطر الشيخ للزمخشري هذا الدعاء
يا عالم الأرواح من أشباحها حركاتها سكناتها بغدوها و مقيلها ورواحها يا من يرى مد البعوضة جناحها في ظلمة الليل البهيم الاليل يا رازق الحيتان لج بحرها و الطير و الوحش مهامة صحرها والنملة السوداء حندس جحرها ويرى مناط عروقها في نحرها والمخ من تلك العظام النحل هل نفحة سحرية نحظى بها تمحو ران القلب جمع عيوبها امنن على الهي بتوبة تمحو لنا بها ما كان في الزمان الأول
انتقل الشيخ رضي الله عنه إلى جوار ربه في يوم السبت بعدصلاة العشاء ليلة العاشر من ذي الحجه في سنة 1379هـالموافق اليوم الثالث من شهر يونيو سنة ألف وتسعمائة وستون 3/6/1960م ببلدة الشكينيبة و له من العمر ما يقارب ستة وتسعون عاما قضاها في طاعة الله ورسوله.
قبر رضي الله عنه في ذات الليلة بجوار الجامع في الموضع الذي كان كثيراً من الفقراء إلى الله (المريدين) يرون عليه بريقالأنوار، ويتحدثون عنه بغرائب الأسرار و في هذا الموضع الشريف الذي حوى جسده الطاهر بنيت قبة شامخة ، جزاه الله عنا خير الجزاء و نفعنا بجاهه العظيم.
وقد كان رحيله مصاب جلل فقد كان سنا الإسلام و الأيمان ، الرجل الأمة ، الأب المرشد ، والمربي الحنون، صاحب الفضائل السمحة ، والخصال الحميدة ، كان مستجاب الدعاء مقبول عند الله، إذا قصدته مكروبنفس الله عنك كربتك، وإذا قصدتهمظلوم نصرك الله، وإذا قصدته سقيم شفاك الله، وإذا قصدته في حاجة قضاها الله.
اوراد واذكار الطريقه القادريه المكاشفيه
أساس الطريقة:
أساس الطريقة ذكر يقوله المريد بعد كل صلاة مفروضة اختاره الشيخ عبد الباقي المكاشفي ليكون وردا أساسيا لأبناء الطريقة المكاشفة. والالتزامبههو دليل الانتساب للطريقة - اللهم يا واصل المنقطعين أوصلنا إليك وصلنا بأوليائك الدالين عليك وأمنا و احرسنا يا عظيم السماوات والأرض- وهو:
"بسم الله الرحمن الرحيم 200 مرة جرداً"
"استغفر الله 200 مرة جرداً"
"اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وسلم 200 مرة جرداً"
"لا إله إلا الله 200 مرة جرداً"
"الله الله 200 مرة جرداً"
والجرد يكون بإمرار اليد سريعاً على السبحة من ثلاث إلى عشر حبات معاً، واختيار الجرد لما فيه من همة في الذكر وإخلاص وحضور وحركة في الجسم و السر في هذا الورد معلوم لدى العارفين و إذا أردنا أن ندرك بعض منه فليس لنا إلا أن نقف عليه يفتح الله علينا إنشاء الله.
بسم الله الرحمن الرحيم : كل عمل لم يبدأ باسم الله فهو ابتر أي ناقص ،وقيل بين بسم الله و الرحمن و الرحيم اسم الله الأعظم الذي إذا دعيّ به أجاب.
استغفر الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الاستغفار سيد الأذكار". و معلوم حاجة العباد إلى الاستغفار ومعلوم فضله
الصلاة على رسول الله : هي الفاتحة لأبواب السماء وفضلها معلوم
لا إله إلا الله: قال سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه وسلم: خير ما قلت أنا و الأنبياء من قبلي لا إله إلا الله
الله الله : الله هو اسم الله المفرد الدال على وحدانيته جل وعلا
و الورد اليومي وهو مرة واحد في اليوم في الصباح أو المساء ومبين أدناه:
بسم الله الرحمن الرحيم 786 مرة
يا لطيف 129 مرة
حسبي الله ونعم الوكيل وعلى الله توكلنا 450 مرة
الصلاة الإنسية 1000 أو 2000 - اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
أوراد الطريقة:
الورد هو عبادة من ذكر لله جل و علا واستغفار وصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو عمل يداوم عليه المريد وينبغي أن يخلص فيه النية لله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله ادومها وإن قل.
ولا بد للمريد الصادق من ورد ولا بد له من شكر وحمد ، و معظم أذكار أهل الطريقة المكاشفية تنحصر في قراءة القرآن العظيم والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتهليل.
التوسلات: لقد وضع الشيخ رضي الله عنه عدداً من التوسلات تؤدى بعد صلاة الصبح والمغرب واعلم أن فيها أسرار و عجائب وهي حافظة لصاحبها وهي:
جل جلاله التي مستهلها
جل جلاله لا له شريك ولا له مثال الله
و تنزه ربي والتي مستهلها
تنزه ربي عن صور وخواطر قلب في الأذهان
و رباه يا رباه والتي مستهلها
رباه يا رباه للمصطفي وصحباه صلي وزيد في حباه
و مولانا يا مولانا والتي مستهلها
مولنا يا مولانا احفظنا واتولانا نفوسنا والولانا
يا رب بهم وبآلهم التي مستهلها
يا رب بهم وبآلهم عجل بالفتح و بالرشد
إحياء الليالي:
و من أعمال أهل الطريقة إحياء ليلتي الاثنين والجمعة بالأذكار وفيها يجتمع الإخوان والمريدون في حلقات الذكر والعلم قاصدين الله جل وعلا. وكذلك إحياء عصر الجمعة
مواسم الزيارات:
يجتمع مريدو الطريقة من كل مكان لزيارة الشكينيبة وإحياء الليالي في عدة مواسم هي:
أولاً: ليلة عاشوراء – العاشر من محرم،
ثانياً: المولد النبوي – 12 ربيع الأول،
ثالثاً: الإسراء والمعراج – 27 رجب،
رابعاً: ليلة النصف من شعبان – 15 شعبان.
خامساً: عيد الفطر المبارك - أول شوال،
سادساً: عيد الأضحى المبارك – 10 ذو الحجة.
راتب في أذكار القرآن والسنة:
اتفق العلماء على أن أفضل الأذكار هو ما أخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا الجانب قدم الشيخ رضي الله عنه راتباً في أذكار القرآن والسنة، يقولالشيخ رضي الله عنه في فضله" إن من قرأه فكأنما فعل عدد السبعين ثلاث مرات، ولم تكتب عليه خطيئة إلى أسبوع، وأغناه عن جميع الأوراد"
و للذكر آداب وفي هذا قال الشيخ عبد الباقي المكاشفي: أما القيام بحق الذكر فالطهارة الحسية والمعنوية، من الحدث والخبث والرياء والغيبة وسائر العلل الفادحة، وينبغي أن يكون الذكر حباً في الله لا لغرض من الأغراض الدنيوية أو الأخروية، وعلى الذاكر أن يلاحظ صورة الشيخ لأنها تطرد الشيطان الرجيم، وعليه أيضاً أن يكبر معنى الذكر في ذهنه فمعنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله " .
راتب في أذكار القرآن والسنة
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة ولحظة وطرفة يطرف بها أهل السماوات، وأهل الأرض وكل شيء هو في علمك كائن أو قد كان، أقدم إليكم بين يدي ذلك كله:
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا علي عهدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوأ لك بنعمتك علي، وأبوأ بذنبي فاغفر لي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (3) أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه (3) اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا مولانا محمد النبي الكامل وعلى آله وأصحابه كما لا نهاية لكمالك وعد كماله (7).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الم، ذلك ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ، والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ. لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ. شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. إن الدين عند الله الإسلام. قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ. اللهم أرزقنا وأنت خير الرازقين وأنت حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ، هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ، وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ. لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ، فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ.وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا. فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ، يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (3) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (3) لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (2) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ.
أللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نمـوت وإليك النشور (3) اللهم ما أصـبح بي مـن نعمة أو بأحد مـن خلقك فمنك وحـدك لا شريك لـك فلك الحمد ولـك الشكر (3) اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملـة عرشك وملائكتك وجـميع خلـقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن سيدنا محمدا عبدك ورسولك (4) اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكـسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال (3) اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو اظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي (3) اللهم أجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا في كل خير تقسمه في هذا اليوم وفي ما بعده من نـور تهدي به أو رحمة تنشرها أو ضر تكشفه أو ذنب تغفره أو رزق تبسطـه أو شدة تدفعها أو فتنـة تصرفها أو معافاة تمن بها برحمتك إنك على كل شيء قدير، أللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخـرة حسنة وقنـا عـذاب النار (3) اللهم مغفرتك أوسع مـن ذنوبي ورحمتك أرجـي عندي مـن عملي (3) الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله (3) أو (7) سبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (3).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ،لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (7) اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (7) سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم (7) اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد (7) الهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات (7) اللهم أفعل بي وبهم عاجل وآجلا في الدين والدنيا ما أنت له أهل ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن له أهل إنك غفور حليم جواد كريم رؤوف رحيم (7).
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صـراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومداره العظيم (7) اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات وتقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات وترفعـنا بها أعلى الدرجات وتبلـغنا بها أقصي الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات (7) اللهم صل على سيدنا محمد النبي كما أمرتنا أن نصلي عليه وصل على سيدنا محمد النبي كما ينبغي أن يصلى عليه وصل على سيدنا محمد النبي بعدد من صلى عليه وصل علـى سيدنا محمـد النبي بعدد من لم يصـلي عليه وصل على سيدنا محمد النبي كما نحب أن يصلي عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مثل ذلك (10) أللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره ورحمة للعالمين ظهوره عدد من مضى من خلقك ومن بقي ومن سعد منهم ومن شقي صلاة تستغرق العد وتحيط بالحد صلاة لا غاية لها ولا منتهى ولا انقضاء صلاة دائمة بدوامك وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مثل ذلك (10).
اللهم إني أسـالك يا الله يا رحمن يا رحيم يا مـلك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارئ يا مصور يا غفار يا قـهار يا وهاب يا رزاق يا فتاح يا عليم يا قابض يا باسط يا رافع يا معـز يا مذل يا حكم يا عدل يا لطـيف يا خبير يا حلـيم يا عظيم يا غفور يا شكور يا علي يا كبير يا حفيظ يا مقيت يا حسيب يا جليل يا كريم يا رقـيب يا مجيب يا واسع يا حكيم يا ودود يا مجيد يا باعث يا شهيد يا حق يا وكيل يا قوي يا متين يا ولي يا حميد يا محصي يا مـبدي يا معيد يا محـي يا مميت يا حـي يا قيوم يا وجد يا ماجد يا واحد يا احد يا صمد يا قادر يا مقتدر يا مقدم يا مؤخر يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا والي يا متعالي يا بر يا تواب يا منتقم يا عفو يا رءوف يا مالك الملك يا ذا الجلال والإكرام يا مقسط يا جامع يا غني يا مغني يا مانع يا ضـار يا نافع يا نور يا هادي يا بـديع يا باقي يا وارث يا رشيد يا صبور الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
فأعلم أنه لا إله إلا الله (100) لا أله الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير (10) لا إله إلا الله الملك الحق المبين (100) سبحان الله العظيم وبحمده (100) سبحـان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته (10) لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم (100) حسبنا الله ونعم الوكيل وعلى الله توكنا (100) اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم (100) جل الله تعالى الله (100) يا حي يا قيوم (100).
ومن أذكار الشيخ المكاشفي وادعيته قصيدة الدعاء على الحروف الهجائية:
اللهم إني أسالك بألف ألوهيتك
أن تقبل دعاءنا يا ذا المجد والعلا
وبباء بدئك للخلق أن ترزقنا
بحق مصطفاك خير المرسلين الكملا
وبتاء توبتك يا تواب تب علينا
وأمنحنا أسرارك التي تنور بها العقلا
وبالثاء ثبت أقدامنا على
الصراط في يوم الزلزلة
وبجيم جمالك جملنا لفظا