ودبانقا القبة

الزائر الكريم اهلا ومرحب بيك في منتدي ودبانقا القبة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ودبانقا القبة

الزائر الكريم اهلا ومرحب بيك في منتدي ودبانقا القبة

ودبانقا القبة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ودبانقا القبة

منتدى عام يهدف لخلق الصلاة الطيبه وتبادل الاراء ويهتم بقضايا المنطقة

الزائر الكريم اهلا ومرحب بكم في منتدي ودبانقا القبة
الي جميع اهلي بود بانقا القبةالحبيبة داخل وخارج الوطن الكبير ندعوكم للتواصل عبر هذا المنتدي تواصلا للاجيال واسترجاعا لسالفات الايام في قريتنا الحبيبة
الاعضاء الكرام تم تشغيل بوابة الدردشه اسفل المنتدي يرجي التسجيل للدخول في الدردشه

    الشيخ عبد الرازق أبو قرون

    عبدالرازق حسن
    عبدالرازق حسن
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 235
    تاريخ التسجيل : 24/01/2011
    العمر : 47
    الموقع : ودبانقا القبة

    الشيخ عبد الرازق أبو قرون Empty الشيخ عبد الرازق أبو قرون

    مُساهمة من طرف عبدالرازق حسن الثلاثاء فبراير 01, 2011 5:43 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نواصل في سير الاعلام من كتاب الطريقة القادرية في السودان والدعوة الى الله
    للكاتب الشيخ : محم الخليفة الحسن أبوقرون
    الشيخ عبد الرازق أبو قرون
    عبد الرازق بن إدريس بن مسمار أصله رفاعي([1]) والدته نقاوة بنت الشيخ بانقا الضرير([2]).
    لم يرد شيء عن قراءته وما حصل عليه من علوم فقهية – إلا أنه عاش في بيت صوفي همه القرآن والعلم وخاصة الشيخ يعقوب وهو أحد قضاة المملكة السنّارية – وأشهر علماء العصر، هذا يجعل القول أن عبد الرازق كان على حظ من ذلك بحكم البيئة العلمية التي نشأ وتربى تحت ظلالها، سلك الطريقة القادرية على يد خاله الشيخ يعقوب بن بانقا الضرير، أرشده في مراقي التصوف السلوكية الروحية وظهر له من الفضل في السلوك والمعرفة، ما جعل الشيخ يعقوب يلبسه الخرقة أو الطاقية التي يعني لبسها المشيخة الصوفية للتربية والإرشاد – وأمره الشيخ يعقوب بالذهاب إلى الأبواب مكلفاً بنشر الطريقة في تلك الأماكن.
    رجل القادريـة بمدينة الأبـواب شندي:
    يحلو الحديث عن إنسان الزهد والعمل معاً الشيخ عبد الرازق أبو قرون حيث ضربت خطواته في مناكب أراضي المملكة السنارية متسارعة نحو الأبواب – امتثالاً لأمر أستـاذه الشيـخ يعقوب فقـال له: (اسكن المشروع الأحمر تجد الدنيا والدين )([3]) ومما خفّف على الشيخ الزاهد تنفيذ ما أمر به أنه لم يصحب أثقال متاع يعوقه في مساره فكان كل ما يملكه في هجرته «الجبة والعكاز»، وهما علامة يعرف بها فقراء التصوف بميلهم للتقشف والزهد. وخاصة في البدايات إذ يتجردون من الشيئية التي تعـوق الإنسان من اكتساب العلوم والمعارف التي تحتاج إلى صفاء الوقت وعدم الشواغل، وبلا ريب قد بلغ بالشيخ ما بلغ من الجهد والتعب في سيره المضني من أرض الحمر إلى الأبواب التي كان على موعد بالفتـوح فيها في أمر الدين ودنياه، وتضاعف الجهد والتعب بالتفكير في كيفية الشروع والعمل لنشر طريقته في أوساط مجتمعات قرى مدينة الأبواب شندي المتناثرة على ضفاف النيل الموشح بسواد الأردية الزرقاء – التي جعلت اسماً لمياهه، والشيخ بتجربته الصوفية العميقة يعلم أن نقل الدين في حياة إنسان ومحاولة التطبع به تواجهه عقبات وصعوبات كثيرة ليس من السهل اجتيازها بيسر – والمسألة وعلاجها تحتاج من الإنسان إلى بذل جهـد وطاقة وتحمّل لكل جفاءٍ مضنٍ وصعبٍ، وهذا ما لا يتيسر لكل أحدٍ، فالإنسان بطبعه العادي يريد أن يعيش حياة طليقة حرة من قيود والتزامات تقيّد رغباته، والالتزام بالدين والتطبع بمعانيه هو ما يدعو إليه الشيخ وجاء إلى الأبواب وغيرها من أجل نشره، ورأى أن عليه التصرف الحكيم الذي ييسر للإنسان الذي عاش حياة البادية بدون تكليف والتزام أن يتشرب مفاهيم الطريق الصوفي الذي يعني الالتزام بأساسيات الدين – وأول ذلك الصلاة والصوم، هذه العبادات مع بساطتها إلا أن الشيخ يعلم أن نفوساً كثيرةً تضيق منها ذرعاً وتضعف أمام تكاليفها - وهذا أمر يحتاج إلى علاج وتقوية إيمانية، تيسر مهمة الدين في نفس الإنسان وصدق القول الكريم:{وإِنَّهَا لَكَبِيرةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِين} [البقرة:الآية:45]. ومنهج الطريقة إلى جانب هذا يطلب ضبط حركات الإنسان الظاهرة والباطنة فلا يتصرف تصرفاً، إلا وهو مطلوب منه أن يوافق المعايير الشرعية، وهذا أمر يصعب على عامة الناس – وأهل البدايات، إلا أن للشيوخ تجربةً سابقةً تمكنهم من علاج النفوس الشاردة والحائرة. ولذلك استقر به المقام بموقع يعرف الآن بقرية مويس، وأسس بها مسيد لحركته الصوفية وبنى بها خلوة القرآن – وسكن الطلاب والمريدين والضيوف – وطابت له الحياة وعشرة أهالي تلك القرى "فتزوج وولد اثني عشر ولداً"، وتيسرت الحياة واستجاب له الناس وسلكوا منهج طريقه الذي طرحه ببساطـة توافق بساطة العقول الأمية، ويفسر هذا ما ظهر وكان له من مقولاتٍ تتميز بعقلٍ ثاقب، وقد استعاض بهذا عما فاته من مخزون نصوصٍ قد لا تفيد مع عدم الحركة والعمل بها وسط الناس لنشر الدين وإرشادهم بمعانيه، وقد أشـار هو على نفسه بما له من مميز عقلي كان يتصرف به مع الناس حيث قال: «من عقولنا ما نشد الناس من أصولنا»([4]).
    في هذه المقولة تفسير لشخصية شيخ الأبواب ويبدو أنه كان يضع لكل خطوة حسابها ولكل مسئولية وزنها، وكان له رؤيته في العبادة – حيث يرى العبادة المتعدية لنفع الناس أفضل العبادات.
    قال: صمنا حتى انطوينا، وعبدنا حتى انحنينا، ما لقينا حتى مدت أيدينا([5]). فكان للشيخ فلسفته الصوفية الخاصة في توجيه الأبناء والأتباع للعبادة النافعة، والشيخ كونه من أصحاب المجاهدات البالغة التي أوضحتها عباراته "عبدنا حتى انحنينا" استنتج من طول تجربته الروحية المنهج العبادي الذي يهون على الناس ويجمع لهم ما يطول ويمل، وهو الإنفاق وهو أقصر طريق للسالك القاصد وجه الله تعالى. وتترادف عبارته في هذا المعنى بقوله: "ولد العرب الفالح يرشد الغنم، وولدنا الفالح يرشد المرحاكة"([6]).
    يركز شيوخ التصوف في العبادة على منافع الناس ويرون خير سلوك يرتاده الإنسان والخير كل الخير في نفع الناس وقضاء حوائجهم، والترشيد إلى البذل والعطاء عند الشيوخ يعني تطهير النفس من الشح والبخل، وهذا ديدن التصوف وقاعدة من مبانيه الأساسية،تشير عبارتهم بالتركيز على هذا المبنى بقولهم: "أقبح القبيح صوفي شحيح" يرون الشح والبخل لا يتجانسان والخلق الصوفي الذي يعني الإسوة والقدوة بالأنبياء صلوات الله عليهم وامتثالاً لقوله تعالى:{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَاؤُلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ}سورة الحشر: الآية 9. وقوله تعالى: {والَّذِينَ في أَموَالِهِمْ حَقٌّ مَّعلُومٌ* لِّلسَّائِلِ وَالمَحْرُوم}[سورة المعارج: الآيتان 24-25].
    الشح من كبرى القضايا التي اهتم التصوف بمعالجتها، لمحاولة إخراج النفس من مفسدة انطواء الذات على المنافـع والمحاب شحاً وبخـلاً وضناً أن نجود على الآخرين مما آتانا الله، وللتصوف ذوق في محاولـة تفتيت المال من الاكتناز وتوزيعـه في وجوه الخير ومنافع الآخرين، وهذا تمشياً مع قوله تعالى: {آَمِنُوا بالله وَرَسُولِهِ وأَنفقوا ممَّا جَعَلَكُمْ مُستخلفينَ فيهِ فالَّذِينَ آمنُوا مِنكم وأنفقوا لهم أجرٌ كبيرٌ}[الحديد:الآية 7]. وقوله تعالى: {ومَا لَكُم أَلاَّ تُنفِقُوا في سبيلِ الله}[الحديد:الآية 10]. وقوله تعالى: {مَن ذا الَّذي يُقرِضُ الله قَرضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ ولَهُ أجرٌ كريم} [الحديد:الآية 11]. وقوله تعالى: {وَيُؤثِرونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ} [الحشر:الآية9]. وقوله تعالى: {يا أيُّها الَّذين آمنوا اتَّقوا الله وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَت لِغَدٍ واتَّقوا الله إنَّ الله خبيرٌ بِما تَعمَلُون} [الحشر:الآية 18]. وقوله تعالى: {يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا إذا ناجيتم الرّسولَ فَقَدِّموا بين يدي نَجْوَاكم صَدَقَةً ذلِكَ خَيرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدوا فَإنَّ الله غَفُورٌ رَّحيم} [المجادلة: الآية 12].
    والقرآن الكريم يذهب بنا مذاهب خير في الدعوة للإنفاق وتفتيت المال والثروة أن تستمتع وتتنعم بها قلة وتحرم بطون الكثرة.
    قال سبحانه وتعالى: {مَا أفاءَ الله على رَسُولِهِ مِن أَهْلِ القُرى فَلِلَّهِ ولِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى واليَتامى والمَسَاكِين وابنِ السَّبيلِ كي لا يَكُونَ دَولةٌ بينَ الأَغنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا واتَّقوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ}[سورة الحشر:الآية 7].
    ينطلق البذل والعطاء من أريحية إنسانية بعيدة عن القوانين، أو الأخذ بقوة السلطان هو ما قدرته الآيات الكريمة، أن تسبق الحديث عن الإنفاق دعوة إلى الإيمان بالله والرسول(r) فهو ملتمس روحي ذوقي لطيف اللمس قال تعالى: {آمِنوا باللَّهِ وَرَسُولِهِ وأَنفِقُوا}[سورة الحديد الآية:7] من هذه الرؤية كانت تجربة شيخ الأبواب الصوفية تحقيقاً لمعاني الآيات الكريمة وتذوق محاسنها العبادية، واستشعر منها جمال الإنفاق، فكانت المقولة "أقبح القبيح صوفي شحيح" عملاً بهذا المعنى تعمقت الصفات الإحسانية في جوانية الشيخ، فأبعد عن نفسه الشح والبخل، وطبع نفسه بجميل صفات الإيمان صدقاً وإخلاصاً، وخدمة متفانية تخدم الدين بعيدة عن الرياء في العمل ورؤية الفضل على من أحسن إليه، بهذا الشعور الإنساني الكريم فلندع شيخ الأبواب رحمه الله تعالى أن تمضي كلماته في مشوار التوجيه والترشيد آخذة بأيدي الكثيرين.
    قال رحمه الله: "الكِسِرة اسم عظيم ودرع حصين، وحجة بلا قسي، وولاية بلا تعب… الِليل الله([7]) يغلب الصيام والقيام – اليعطي الكِسِرة وسط حريمه وأولاده يلقاها"([8]).
    العطاء والبذل مرتكز كبير يدور حوله مفهوم التكايا القادرية التي انتظمت مساجدها البلاد – خلق الكرم مع أنه أريحية إنسانية إلا أنه من مكارم الدين وخلق النبوة، وسطرت الآيـات الكـريمة لوحة عظيمة للكـرم الإبراهيمي.
    قال تعالى: {هَل أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيفِ إِبراهيمَ المُكرَمِين* إذ دَخَلوا عَلَيْهِ فَقالُواْ سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَومٌ مُّنكَرُون* فَرَاغَ إِلَى أهلِهِ فجاءَ بِعجلٍ سَمينٍ*}[سورة الذاريات:الآيات 24-26].
    وتصف مضابط السنة النبي حبه للكرم والدعوة إليه.قوله(r)Sadمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه). وقوله(r): (أنفق بلالاً ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً). وقول رجل من الأنصار له(r) (يا رسول الله أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالاً - فتبسم وعرف في وجهه البشر)([9]).
    استلهاماً من النصوص وما بها كان ذوق الشيوخ، وفهمهم لمعاني الدين وتجسيد خلقه في النفوس… بلا ريب في التصوف وحواره إصلاح النفس الإنسانية بالتطبع الصادق. إن الوقوف مع شيخ الأبواب وكلماته الصوفية قد ألهمتنا بساطتها معنىً كبيراً من مباني التصوف - وأتت بنا نهاية المطاف أن نستودع شيخ القادرية بمشرع الأبواب راقداً على ثراه الرطب بعد عمر - تضاعفت مجاهداته في إرساء قيم الدين في حياة الأبواب الاجتماعية. فلتهنأ تلك العيون التي سهرت في الله الليالي ذات العدد تهجداً وسجوداً، وعلى مصالح الضعفاء والمساكين تفقداً، ليرقد جثمانها الطاهر بعد عمرٍ تجاوز الثمانين - سنة سبعين بعد الألف هجرية، ولتعم بركاته الثرية بعد الأبناء والذراري الأتباع ومن التمس البركة.
    امتـداد القادريـة طريقـاً:
    للشيخ رحمه الله كثير من الأبناء وكل منهم كان بركة ورحمة في قريته، وكان منهم النقر - وبانقا صاحب الحوش وصالح - وعبد الرحمن - ولعل القدر كان في ضمير الغيب يولي صالح بن بانقا موروث القادرية بانتقاله من الشيخ بدوي أبو دليق إلى صالح بن بانقا الذي أشهرته الخلافة القادرية الكبرى بجبل اللقمة. لعظم كرمه وبذله وعطائه - كان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، الوقفة مع الحفيد الرازقي صالح رحمه الله لا بوصفه خليفة لجده الشيخ عبد الرازق، بل بوصفه انتقلت إليه أمانة الخلافة القادرية بكيفية أخرى.
    جرى قلم ود ضيف الله بالحديث عن الشيخ صالح بالدخول في شهادة العارفين له، بالفضل وطيب الذكر - ولم يتطرق لبداية حياته ونشأته العلمية - لعله ترك ذلك لما كان معروفاً في وقته من حال الرجل قرآناً وعلماً ذاعت به مشيخته الصوفية كرماً ودعوةً إلى الله، أخذ الشيخ صالح السلوك القادري من عمه أبو نائب. وكان له من المجاهدات الفائقة وكثرة الصلاة والسجود حتى إنه كان (يصلي في اليوم ثلاثمائة وعشرين ركعة).
    وتنقلنا معارف الشيخ الروحية إلى ما يسمى المعراج الروحي الذي استمتع بلحظات علو شأنه. وبلا ريب أن للروح تطورها في حلبة العبادة والذكر فإنها تأخذ رقيا. ومعارف غير عادية بفتح مسام القلب للمعرفة والعلم الإنكشافي والإلهامي. ويلهم الإنسان عن طريق الروح فهماً للعلوم الشرعية والعقلية بغير المعهود من الكسب، وإن كان الكسب أصلاً طبيعياً في سنة الخلق ، كانت خلوة الشيخ دهليزاً للترقي واكتساب المعارف ونترك الشيخ يقص رؤياه يقول: (أنا في الخلوة رأيت روحي خرجت من جسمي حتى خرقت السموات سمعت خطاباً من الله - أو من ملك).
    قال لروحي توبي- قالت تبت لوجهك الكريم. قال لها تذكري كل يوم اسم الجلالة مائة ألف مرة- قالت أذكرك يا سيدي ويا مولاي. قال لها تذكريني بألف إلى أن تموتي. قالت أذكرك يا سيدي.
    المعراج الروحي يعني استشراق الروح مناماً أو يقظةً حيث تتلاشى في أبعاده الزمانية والمكانية، وتحطم القيود والفواصل المادية الحاجبة، مستشرفةً علي ذلك الغيب السحيق. وللروح غرابتها في التصرف وانعدام الحواجز التي تشل أو تحبس انطلاقتها الجبارة، وإنه ممكن وجائز تركها الجسد سياحة في ذلك العلا، وتسجل في لوحها الشفاف ما يسمع ويلقى ويفاض من رحمة الله عليها وفق تقديره، والحديث عن الروح هي في وضعها خارج الجسد مشرفةً أو داخلة أمرٌ يصرف عن المقصود والخوض في ذلك يجر إلى متاهات تبعدنا عن مسار المعـراج الندي.
    ويعتبر الصوفية المعارج إنها من فيض الله تعالى على العبد، فهي نعمة تنعم به النفس سروراً وحبوراً يدعوها إلى المزيد من الإجتهاد لا إلى البطال والكسل- إنعام السيد على العبد – لا يدعو إلى التمرد وعدم الطاعة، وينقلنا التطور الروحي عند الشيخ صالح إلى مسألة تتعلق بانتقال أمانة الطريقة إليه من وجه آخر غير ما كان من الشيخ عبد الرازق – وقد شاع ذكره رحمه الله وعمرت به بيوت الدين وانتفع به الناس وبذل الجهـد في ميدان الدعـوة إلى الله تعالى بالقرآن والعلم والبذل والعطاء، وتوافد الناس إليه طلباً للإعانة والعلم والبركة والسلوك ويذكر من نقل الخلافة القادرية إليه انه قال رأى مناماً. الشيخ عبد القادر - أنه أرسل (اليّ النار) المعبر عنها بنار الجيلي- أو الأمانة القادرية. وهي خرقة فتيلة فيها نار في ياقوته حمراء مثل" نقارة النحاس"([10]).
    وكان لأكابر الشيوخ شهادة له بتبوُّئه الخلافة القادرية الخاصة. قيل للشيخ خوجلي أبو الجاز: أنت أكثر كليلة "يعني إنفاقاً " من ولد بانقا وهو مشهور بالكرم أكثر منك. فرد: ولد بانقا عنده نار عبد القادر - يعني الجيلي)([11]).
    ولأمانة القادرية مفهومها عند شيوخ الطريقة يعني إعانة الله للعبد بتوفيقه لخدمة الدين بكيفية يفوق بها من كان في زمانه - وترتكز الخلافة القادرية على أمرين (وقود نار القرآن والإنفاق) ولعل وقود نـار القرآن وتدريسه والإنفاق وهو في عرفهم بمثابة الأمانة في أعناق رجال الطريقة. قال ود ضيف الله في الشيخ صالح قام الكرم فريضته ومسنونه ومندوباته - فما من بيت من بيوت الدين وغيرها إلا وكان له عليه يد([12]).
    ويعطينا ود ضيف الله رحمه الله نموذجاً لكرمه وسخائه فقال: أعطى ذرية الشيخ عبد الرازق ما لا حصر له - وأعطى البسابير خمسمائة عود من الأرض في بلدهم - وأعطى البرياب - على عدد رؤسائهم - وأعطى الشرفاء أولاد بنت الشيخ عبد الرازق - وأعطى الحسوناب، وكان يزوج العزبات ويكسي العريان، ويعين على نوائب الدهر، وبالجملة مكارمه لا تحصى وهي تحتاج إلى مجلد ضخم([13]).
    ولعل الأمانة تعني النفث الإلهي في العبد الذي يهبه الانتهاض بالعمل لخدمة الدين- وهداية الناس إليه وعلى كل فتعبير الأمانة لا تخرج عن هذا المضمون، وكان التوفيق حليف الشيخ القـادري الذي تفتحت له منافذ العقول استجابة وطاعة لله تعالى، وتعددت به خلاوي القرآن ومناشط العلوم في عديد من المناطق والقرى، وبعد عمر كان حظ أنفاسه أن تبذل في خدمة الدين، توفي إلى رحمة مولاه عن خمس وسبعين سنة، ومـدة خلافته خمسون سنة على السجادة القادرية رحمات الله عليه.
    ([1]) ضيف الله ص 142/صديق.

    ([2]) ضيف الله 142/ صديق.

    ([3]) المشروع الأحمر وهو يعني من النيل إلى مدينة الحوش العظيمة التي تضم جسد الشيخ بانقا وهي بها الآن كثير من ذريته وغيرهم.

    ([4]) ضيف الله – ص 144 ، صديق.

    ([5] ) ضيف الله – 143 ، صديق.

    ([6]) ضيف الله – ص 143 – صديق.(المرحاكة هي الحجر المعروف الذي كان سابقاً يطحن عليه العيش.

    ([7]) الليل الله يعني العطاء لله تعالى.

    ([8]) ضيف الله – ص 144 – صديق.

    ([9]) الشمائل القرمزية – الباحوري ص 198.

    ([10]) ضيف الله ص 105/ صديق.

    ([11]) ضيف الله ص 104/ صديق.

    ([12]) ضيف الله ص 107/ صديق.

    ([13]) ضيف الله ص 108/ صديق.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 12:24 am