كتب الدكتور توفيق الطيب البشير عن الشاعر محمد احمد الحبيب فقال
الشاعر محمد أحمد على الحبيب شاعر مُجيد، صادق في شعره، قوي في عباراته، جزل في معانيه، سلس في ألفاظه. يكتب الشعر بالطريقة التي يتعامل بها مع جميع الأشياء .. ليس هناك شيء في دنيا الحبيب أسهل من اللغة التي يكتب بها.. يطوعها كيف يكون التطويع !! ويطبعها كيف يكون التطبيع .. هو بالطبع ليس أفضل شعراء المنطقة.. ولكنه بالقطع من أفضل شعراء السودان.. وواحد من أميز شعراء الوطن العربي على مستوى القصيدة النمطية الشعبية الدارجة .
كنت انوي الكتابة عنه منذ زمان بعيد.. ولكنه صديق أقعدتني صداقتي به عن مدحه ونقد شعره الذي أحبه واتأمله في معظم أحوالي التي أصفو فيها مع نفسي واتآنس مع الشعر والأدب.
هو لا يعرف المداراة .. ولا الموالاة ... ولا المناجاة ... ولكنه يصب حديثه وشعره للعامة حين تكون دلالته للخاصة !!! ويخاطب الخاصة من أحبابه باللغة التي يحبها العامة !!! ويمازج بين الشدة واللين ... والمتعة والإحباط ... ويضرب الأمثال حين تتعذر الحقائق.. ويؤثر الصمت حين ينتظر الناس منه الكلام. ويرتجل النثر حين يخشى على نفسه من دبيب الشعر ولسع القوافي!! ...
وصف محبوبته وصفاً رصيناً رفيعاً شاملاً لكل جميل فيها ، ولكنه فرّقه على جميع شعره.. فلا تكاد تعرف عنها شيئاً إلا إذا وقفت على شعره كله !! ووصف نفسه وكأنه جزء من هذا النسيج الذي أحاط بمحبوبته حتى لا تكاد تعرف من هو الحبيب ومن هو المحبوب !!!.
هذه وقفة على أمشاط الأصابع سأكتبها على أجزاء سميتها "محمد أحمد الحبيب بين العبرات والعابرات". لم أكن أنوي بها إلا تسليط بعض الضوء على كنوزه الخبيئة.. ودرره المدفونة .. وجواهره المكنونة .. فهو رجل فرض على نفسه البساطة وخص نفسه بالانزواء.. وكتب على نفسه أنه شقي في مواطن السعادة .. وسعيد في دار الشقاء!!!...
هو الشاعر اللطيف الجميل ، النادر إنساناً، والعميق شاعراً، والبسيط سلوكاً ومنهجاً !! عاشرته زماناً طويلاً فلم يزدني علمي بأحواله إلا جهلاً بأسراره.. ولم يزدني بعدي عنه إلا تعلقاً بشعره وحباً لشخصه ..
وعابرة التي امتدحها حتى اقشعر بدنه، واضمحل قوامه، وغار غزاله، ليست كليلى التي عشقها المجنون حتى مات من العشق .. ولا هي كنوار التي مات الفرزدق نادماً على طلاقها ندامة الكسعي!!! وإنما هي مجرد قصة عابرة في حياته بحق!!! فهو صادق إلى أبعد غايات الصدق في هذا. ولا أدري ماذا سيكون حاله إن لم تكن هذه الجعفرية الغالية مجرد قصة عابرة في حياته !!!! وماذا سيكون حاله أن لم يكن قلبه قد تعلقها عرضاً !!! وماذا سيكون حالنا نحن إن كان هذا الشعر كله في متعلق بها ليست مجرد عابرة !!!!
ثم إذا خالجك شك في أنها ليست عابرة كما يقول .. جاءك بشك أكبر من هذا فقال لك العابرة ليست هي وليست العلاقة التي بيننا ... إنما العابرة هي قصيدتي فيها !!! فزادك شكاً إلى شكّك وحيرة إلى حيرتك !!!
كلما اقــــــول آخر دي عابرة.. تاني ألقى اشعاري تسري
وهذه عابرة من الحان واداء الفنان قرشى الحجير
عابرة يا بنت المداين والمدن ما فيها عشرة
يا حليل أيامها راحت خلفت جواي حسرة
كل ما اقول آخر دي عابرة تاني ألقا اشعاري تترى
تندفع قدامي دافرة زي مياه النيل بتجري
وفي بوادي أحزاني فاضت وما إكتست وجداني خضرة
للأسف يا عابرة عارف إنو فيىىىىىىىى دربك ضياعي
إلا برضو مصر أجازف حأظل طول عمري ساعي
ولي عيونك لازم أوصل وحتى لو ما الليلي بكرة
حبي ليك يا عابرة صادق حبي ما بيعرف فنادق
حبي من وحي الخنادق من زفير نفس البنادق
ولا بيقيف قدامو عايق ولا الرياح تمنعلو هجرة
كيف سواسيوك أسوقها في الضحى الحلق حِدي
فوق جزارات غالي سوقها بيها كل المافي زيو
ولا قدرت أخش أتاجر لاني قادر أرجع أقرأ
أقرأ إيه من غير عيونك وإنتي لي عيني سراجا
كيف زمانن قلّ نورو شع فيهو الروح وإبتهاجا
وكل ما أصيح يا عابرة وينك وفي الصياح تخنقني عبرة
دا الحرام يا عابرة ظاهر شرحو ما بيصعب علينا
والحلال طيراً مهاجر ما بيرك يوم في المدينة
وتقرع أجراسو المداين والطيور إيمانه فطرة
ما الطيور إحساسها صادق تعرف الفجر الحيطلع
صادقي والإنسان مخادع حتى لو كان دابو يرضع
الجبال أبت الأمانة وشالها هسع واطي جمرة
ماضي في دنيا عنادو اليفوت كان فيها ينفع
مهما كان إدراكو واسع عابرة ما علم الله أوسع
وشوفي كيف روعة جلاله لما قال للأمي أقرأ
حمد أحمد الحبيب بين العبرات والعابرات
الشاعر محمد أحمد على الحبيب شاعر مُجيد، صادق في شعره، قوي في عباراته، جزل في معانيه، سلس في ألفاظه. يكتب الشعر بالطريقة التي يتعامل بها مع جميع الأشياء .. ليس هناك شيء في دنيا الحبيب أسهل من اللغة التي يكتب بها.. يطوعها كيف يكون التطويع !! ويطبعها كيف يكون التطبيع .. هو بالطبع ليس أفضل شعراء المنطقة.. ولكنه بالقطع من أفضل شعراء السودان.. وواحد من أميز شعراء الوطن العربي على مستوى القصيدة النمطية الشعبية الدارجة .
كنت انوي الكتابة عنه منذ زمان بعيد.. ولكنه صديق أقعدتني صداقتي به عن مدحه ونقد شعره الذي أحبه واتأمله في معظم أحوالي التي أصفو فيها مع نفسي واتآنس مع الشعر والأدب.
هو لا يعرف المداراة .. ولا الموالاة ... ولا المناجاة ... ولكنه يصب حديثه وشعره للعامة حين تكون دلالته للخاصة !!! ويخاطب الخاصة من أحبابه باللغة التي يحبها العامة !!! ويمازج بين الشدة واللين ... والمتعة والإحباط ... ويضرب الأمثال حين تتعذر الحقائق.. ويؤثر الصمت حين ينتظر الناس منه الكلام. ويرتجل النثر حين يخشى على نفسه من دبيب الشعر ولسع القوافي!! ...
وصف محبوبته وصفاً رصيناً رفيعاً شاملاً لكل جميل فيها ، ولكنه فرّقه على جميع شعره.. فلا تكاد تعرف عنها شيئاً إلا إذا وقفت على شعره كله !! ووصف نفسه وكأنه جزء من هذا النسيج الذي أحاط بمحبوبته حتى لا تكاد تعرف من هو الحبيب ومن هو المحبوب !!!.
هذه وقفة على أمشاط الأصابع سأكتبها على أجزاء سميتها "محمد أحمد الحبيب بين العبرات والعابرات". لم أكن أنوي بها إلا تسليط بعض الضوء على كنوزه الخبيئة.. ودرره المدفونة .. وجواهره المكنونة .. فهو رجل فرض على نفسه البساطة وخص نفسه بالانزواء.. وكتب على نفسه أنه شقي في مواطن السعادة .. وسعيد في دار الشقاء!!!...
هو الشاعر اللطيف الجميل ، النادر إنساناً، والعميق شاعراً، والبسيط سلوكاً ومنهجاً !! عاشرته زماناً طويلاً فلم يزدني علمي بأحواله إلا جهلاً بأسراره.. ولم يزدني بعدي عنه إلا تعلقاً بشعره وحباً لشخصه ..
وعابرة التي امتدحها حتى اقشعر بدنه، واضمحل قوامه، وغار غزاله، ليست كليلى التي عشقها المجنون حتى مات من العشق .. ولا هي كنوار التي مات الفرزدق نادماً على طلاقها ندامة الكسعي!!! وإنما هي مجرد قصة عابرة في حياته بحق!!! فهو صادق إلى أبعد غايات الصدق في هذا. ولا أدري ماذا سيكون حاله إن لم تكن هذه الجعفرية الغالية مجرد قصة عابرة في حياته !!!! وماذا سيكون حاله أن لم يكن قلبه قد تعلقها عرضاً !!! وماذا سيكون حالنا نحن إن كان هذا الشعر كله في متعلق بها ليست مجرد عابرة !!!!
ثم إذا خالجك شك في أنها ليست عابرة كما يقول .. جاءك بشك أكبر من هذا فقال لك العابرة ليست هي وليست العلاقة التي بيننا ... إنما العابرة هي قصيدتي فيها !!! فزادك شكاً إلى شكّك وحيرة إلى حيرتك !!!
كلما اقــــــول آخر دي عابرة.. تاني ألقى اشعاري تسري
وهذه عابرة من الحان واداء الفنان قرشى الحجير
عابرة يا بنت المداين والمدن ما فيها عشرة
يا حليل أيامها راحت خلفت جواي حسرة
كل ما اقول آخر دي عابرة تاني ألقا اشعاري تترى
تندفع قدامي دافرة زي مياه النيل بتجري
وفي بوادي أحزاني فاضت وما إكتست وجداني خضرة
للأسف يا عابرة عارف إنو فيىىىىىىىى دربك ضياعي
إلا برضو مصر أجازف حأظل طول عمري ساعي
ولي عيونك لازم أوصل وحتى لو ما الليلي بكرة
حبي ليك يا عابرة صادق حبي ما بيعرف فنادق
حبي من وحي الخنادق من زفير نفس البنادق
ولا بيقيف قدامو عايق ولا الرياح تمنعلو هجرة
كيف سواسيوك أسوقها في الضحى الحلق حِدي
فوق جزارات غالي سوقها بيها كل المافي زيو
ولا قدرت أخش أتاجر لاني قادر أرجع أقرأ
أقرأ إيه من غير عيونك وإنتي لي عيني سراجا
كيف زمانن قلّ نورو شع فيهو الروح وإبتهاجا
وكل ما أصيح يا عابرة وينك وفي الصياح تخنقني عبرة
دا الحرام يا عابرة ظاهر شرحو ما بيصعب علينا
والحلال طيراً مهاجر ما بيرك يوم في المدينة
وتقرع أجراسو المداين والطيور إيمانه فطرة
ما الطيور إحساسها صادق تعرف الفجر الحيطلع
صادقي والإنسان مخادع حتى لو كان دابو يرضع
الجبال أبت الأمانة وشالها هسع واطي جمرة
ماضي في دنيا عنادو اليفوت كان فيها ينفع
مهما كان إدراكو واسع عابرة ما علم الله أوسع
وشوفي كيف روعة جلاله لما قال للأمي أقرأ
حمد أحمد الحبيب بين العبرات والعابرات