صفحات اخر لحظة - الراي
الجمعة, 03 ديسمبر 2010 12:50
رأي: عصام الدين محمد بانقا
اليعقوباب أصلا اسم يطلق على أولاد الشيخ بانقا الضرير بن السيد موسى أبو دقن.. فقد أتى والده الشيخ موسى أبو دقن من مسقط رأسه بقرية «كنور» بنهر النيل قرب مدينة عطبره إلى منطقة سنار سائحاً لوجه الله.. وجد فـي مملكة سنار الغابات والأحراش والجو المناسب الملائم لذكر الله والانقطاع للعمل.فقد تزوج بالسيدة مكة بنت عمارة دنقس أحد ملوك الفونج بمملكة سنار فـي ذلك الوقت، وأنجب منها ابنه الذي لقب ببانقا الضرير فـي سنة 976 هجرية.
مكث الشيخ موسى أبو دقن بسنار حوالي سبع سنوات، وتوفاه الله بسنار، لكنه لم يقبر بها فقد أوصى قبل وفاته بأن يوضع جثمانه على مركب فـي النيل الأزرق.. وعندما توفـي وضع جثمانه على المركب فـي النيل الأزرق و بداخلها ابنه محمد الذي كان عمره آنذاك حوالي سبع سنين تقريباً.. سار المركب بالجثمان وسار الناس حولـها بالضفتين.. لكن المركب سار إلى أبعد ما يتصوره المواطنون.. وبعد مضي ثلاثة أيام رجع كل الناس من المركب.
فواصل المركب المسير متجهاً شمالاً وبها الجثمان ومحمد.. ولما رجع الناس إلى سنار وعلمت السيدة مكة بنت الملك عمارة دنقس أن ابنها محمد ظل مع جثمان والده يواصل المسيرة.. قالت "ولدي محمد بان نقاؤه أي ظهر صفاؤه.. ومنذ تلك اللحظة تغير اسم محمد إلى بان النقاء واشتهر باسم بانقا الضرير وأبو يعقوب.
سار المركب داخل النيل الأزرق حتى وصل إلى قرية كنور بالشمالية وكان جمهور القرية على استعداد تام لاستقبال جثمان ابنهم الطاهر موسى أبو دقن، ودفن فـي قرية كنور بالشمالية.
مكث الشيخ بانقا الضرير بقرية كنور حوالي عشر سنوات، بعدها استأذن فـي الرجوع لوالدته وجده الملك عمارة دنقس بسنار.
تقول الروايات أنه توفي 981 - 1577 عن عمر يناهز 145 عام.. وهو صاحب القول الشهير «أنا توراً كمل كراه إذا كان العريس انضبح أنا ما بنضبح».
رجع الشيخ بانقا أبو يعقوب إلى مقره واعتزل الحكم وانقطع للعمل بالله وأدب نفسه وعلمها وكان سلاحه الإيمان القاطع بوحدانية الله.. وكان كل همه تلاوة القرآن وكتب الفقه والصوم والصلاة، وذكر الله سراً وعلانية فـي الليل والنهار والأسحار، مستمسكاً بأوراد القادرية فـي منطقة سنار وكل المناطق التي طافها.. واستقر الشيخ بانقا أبو يعقوب فـي قرية الوعر بالقرب من تباخة ريفي الحوش، وحفر بها بئراً وبنى بها مسجداً وأشعل ناراً للقرآن الكريم.. فالتف حوله المريدون والأحباب وعمر داره، وكان يعلم ويدرس القرآن وأصول المتن والشرح وسيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام بجانب تسليكه القادرية للقوم.. فكان دمث الأخلاق طيب المعشر حسن السيرة.. فقد أكرمه الله عز وجل بعدة مناسبات وظهرت كراماته للبعيد والقريب حتى سمي بـ«كريم الضيف أبو بلداً خريف ما صيف»...
وظل والدنا الشيخ بانقا مشعلاً للحق ونوراً للهداية البشرية فـي مشارق الأرض ومغاربها وكان ولياً ذاكراً يقيم الليل كله ذاكراً الكريم وقربه.. وكما قال حفيده الشيخ التوم ود بانقا:
«يقومون جنح الليل فـي مرضاته.. يقفون بالتذكار والحمد والشكر.. فما مقصودهم جنات عدن يا فتى ولا الحور والولدان واللبس والزهر.. ولكن قصدهم رؤيا الكريم وقربه.. فلم ينظروا فيما سواه إلى الغير»
وألف والدنا الشيخ بانقا الضرير الكثير من الكتب والمقالات والقصائد والأشعار فـي تربية المريد.. كما ألف الكثير من الأحزاب والصلوات حتى توفاه الله عن عمر جاوز المائة وخمس وأربعين سنة فقد توفـى رضي الله عنه سنة 981 هجرية ودفن جثمانه الطاهر بقرية تباخة ريفي الحوش، هذا وقد بنى له حفيده الشيخ موسى الشيخ حمدان قبة أصبحت مزاراً لكل أهل المنطقة.
ومن مناطقهم وقراهم تباخة وأم قزازة بمديرية الجزيرة، والسبيل والحجاج وود سعد والعزاز والعمارة وحلة الشيخ التوم بالنيل الأزرق ريفي سنار، وحوش بانقا وشندي وودبانقا وحمرة الشيخ وجبرة الشيخ وعديد راحة وام سنطة وجبل ميدوب وام ضواً بان .
وانجب من الأبناء الشيخ يعقوب والذي نسب إليه اليعقوباب وابنه الشيخ موسي أبوقصة وزينب نقاوه وأنجبت الشيخ عبدالرازق أبوقرون بن الشريف إدريس جد الرازقية وانجب بتول الغبشة والدة الشيخ هجو أبقرن جد الهجواب ، وقد كنيت ذريته برؤوسها «أبوقصة وأبوقرون وابقرن» وقد ظهر صلاحه في ذريته وأبنائه وكانت لبناته خلاوي علم ودروس وطلاب عندما كان العلم حصراً علي الرجال .
يالالوبة أب يعقوب وسوقك في الثلث مرغوب
أبو دمعاً يسيل مسكوب يشرب حالياً مشروب
يالسادات طوال الباع أهل الفزعة البسـراع
ü اليعقوباب أصهار ملوك الفونج و خلفاء الشيخ عبدالقادر الجيلاني الشيخ تاج الدين البهاري البغدادي ومولده بغداد حج إلي بيت الله الحرام ومنه قدم الي السودان سنة 1577 م مع داؤود بن عبدالجليل وهو جد الجليلاب وهو حفيد حجازي بن معين منشيء أربجي، وقد سلَّك خمسة رجال منهم الشيخ محمد بانقا الضرير جد اليعقوباب الذي يقول عنه ود ضيف الله: هو الفضلي الجعلي العباسي الوثائقي، كان اسمه محمد وأمه سودانية، سندال العاج كبير الفونج كان أخوه من ناحية أمه، وأمه هي مكة بنت الشيخ عمارة دنقس مؤسس دولة الفونج، كان بانقا كبير الوزراء لدي المك نايل قبل أن يدخل في الطريقة القادرية، وكان له وضع في البلاط الملكي «حامل العكاز - كرئيس الوزراء الآن » وهو موظف يسمح له بتبليغ كلمة المك وتسوية الخلافات بالإنابة عنه بعيداً عن البلاط، وجندي وهو لقب يطلق على رجال الأمن والموظف الطقوسي الذي يترأس تنصيب المك الجديد والذي يعهد إليه بالشعارات الدالة على الملكية كالتاج والمسؤول بصفة عامة عن المحافظة على العادات، علي أية حال أن نظرية أركل تقول ان الارتباط الوثيق بين اليعقوباب ودولة الفونج منذ بداية المملكة إلي سقوطها، وكانوا من غير شك من أكثر أنصار الإسلام في مملكة سنار وإليهم يرجع الفاتحون الفونج في الأمور الدينية والطقوسية كما يجدر بالملاحظة أن روايات اليعقوباب المتداولة تؤكد أن موسي أبودقن « المولود بكنور بالقرب من عطبره » والد بانقا الضرير تزوج مكة ابنة المك عمارة دنقس وأن زوجة الشيخ تاج الدين ودالشيخ هجو أبوقرن هي بنت المك عدلان بن أونسة «المك العاشر» «1606 - 1612» بروس " وأن زوجة الشيخ اليعقوبابي عبدالقادر ود الماصع هي حفيدة المك طمبل الثاني وأن زوجة ابنه الشيخ هجو ودالماصع هي بنت أحمد أبو الدابي ناظر المنطقة وحفيد المك بادي الأحمر، وأن هذه الروابط الزيجية تؤكد هذا الارتباط الوثيق.. كما أن الشيخ هجو ود الماصع «المتوفي 1930» هو الذي صنع الككر الذي توج عليه مك فازوغلي في 1944 كما كانت تتوسط قرى اليعقوباب مستوطنات الفونج والهمج منذ ما قبل الفتح التركي المصري واتسعت في القرن التاسع عشر من خلال ولائهم الروحي لليعقوباب، كما أن الرازقية الفرع الثاني لليعقوباب بشندي تصاهروا مع ملوك السعداب والعبدلاب فالشيخ عبدالرازق أبوقرون هو ابن عم الشيخ عجيب المانجلك وجده الشريف مسمار هو شقيق الشيخ عبدالله جماع مؤسس دولة العبدلاب، وأم الشيخ بانقا الكبير بن الشيخ عبدالرازق بنت ملك الجعليين، وأبناء الشيخ بانقا الأزرق هم أبناء خالة المك نمر مك الجعليين.. وتزوج الأرباب إدريس أخو المك نمر من مدينة بنت الشيخ بانقا الأزرق وتزوج الشيخ محمد عبدالرحمن بن الشيخ بانقا الأزرق من فاطمة بنت المك نمر، وزوجة الشيخ بانقا هي أم النصر بنت الفحل بن عبدالله بن الشيخ عجيب المانجلك وجد الشيخ عبدالرازق الشيخ ماجد القاسمي زعيم قبيلة القواسمة. يقال أن بانقا الذي تقول الروايات أن تاريخ وفاته 981/157 كان قد تقدم به العمر وعندما اعتنق القادرية كان يناهز الستين من العمر كما في رواية المقدم فضل، وهو مقدم الشيخ يعقوب ودالشيخ هجو الماصع المتوفي 1961. إن الشيخ بانقا عندما كان ماراً يخدم الطلب للمك عمارة دنقس ملك الفونج في منطقة أربجي شرق الحصاحيصا في دلوت وجد فيها الشيخ تاج الدين البهاري الذي قدم من الحجاز وقد نصب خيمة لإعطاء الطريق القادري بالذبح وقد امتنع الناس من الدخول إلا الشيخ محمد ود عبدالصادق «الهميم » وكان صغيراً في السن دخل وأخذ الطريق، وقد ذبح خروفاً وخرج الدم من تحت الخيمة، وبعده دخل الشيخ بانقا وقال دخل ود عبدالصادق الصغير و«أنا توراً كمل كراه» دخل وأخذ الطريق، وقال له عجيب أنت وابنك وابن ابنك يقصد الشيخ يعقوب والشيخ موسى وكان من أبناء الشيخ بانقا الشيخ يعقوب الذي اتخذ اليعقوباب اسمهم منه وعيسي والبنتان بتول الغبشة وزينب النقاوة وقد ترجم لهم ودضيف الله في كتابه الطبقات .
وقد مدحهم الشعراء وخاصة الشيخ البرعي فنادراً ما لاتجد في قصائده ذكرهم وقد ذكرهم في قصيدته«إبلي » و «النبي الأمي » .. الخ
ü اللهم صــــلي على الــنبي الأمـــي
صـــلاة بعدد الرمـــل والـيـــم
ناس موســــى وهـــجو طيــبنا والتــــوم
ü عند ســـــادتـــى البــادراب
وأبواتـــــنا اليــــــعقوباب
الجمعة, 03 ديسمبر 2010 12:50
رأي: عصام الدين محمد بانقا
اليعقوباب أصلا اسم يطلق على أولاد الشيخ بانقا الضرير بن السيد موسى أبو دقن.. فقد أتى والده الشيخ موسى أبو دقن من مسقط رأسه بقرية «كنور» بنهر النيل قرب مدينة عطبره إلى منطقة سنار سائحاً لوجه الله.. وجد فـي مملكة سنار الغابات والأحراش والجو المناسب الملائم لذكر الله والانقطاع للعمل.فقد تزوج بالسيدة مكة بنت عمارة دنقس أحد ملوك الفونج بمملكة سنار فـي ذلك الوقت، وأنجب منها ابنه الذي لقب ببانقا الضرير فـي سنة 976 هجرية.
مكث الشيخ موسى أبو دقن بسنار حوالي سبع سنوات، وتوفاه الله بسنار، لكنه لم يقبر بها فقد أوصى قبل وفاته بأن يوضع جثمانه على مركب فـي النيل الأزرق.. وعندما توفـي وضع جثمانه على المركب فـي النيل الأزرق و بداخلها ابنه محمد الذي كان عمره آنذاك حوالي سبع سنين تقريباً.. سار المركب بالجثمان وسار الناس حولـها بالضفتين.. لكن المركب سار إلى أبعد ما يتصوره المواطنون.. وبعد مضي ثلاثة أيام رجع كل الناس من المركب.
فواصل المركب المسير متجهاً شمالاً وبها الجثمان ومحمد.. ولما رجع الناس إلى سنار وعلمت السيدة مكة بنت الملك عمارة دنقس أن ابنها محمد ظل مع جثمان والده يواصل المسيرة.. قالت "ولدي محمد بان نقاؤه أي ظهر صفاؤه.. ومنذ تلك اللحظة تغير اسم محمد إلى بان النقاء واشتهر باسم بانقا الضرير وأبو يعقوب.
سار المركب داخل النيل الأزرق حتى وصل إلى قرية كنور بالشمالية وكان جمهور القرية على استعداد تام لاستقبال جثمان ابنهم الطاهر موسى أبو دقن، ودفن فـي قرية كنور بالشمالية.
مكث الشيخ بانقا الضرير بقرية كنور حوالي عشر سنوات، بعدها استأذن فـي الرجوع لوالدته وجده الملك عمارة دنقس بسنار.
تقول الروايات أنه توفي 981 - 1577 عن عمر يناهز 145 عام.. وهو صاحب القول الشهير «أنا توراً كمل كراه إذا كان العريس انضبح أنا ما بنضبح».
رجع الشيخ بانقا أبو يعقوب إلى مقره واعتزل الحكم وانقطع للعمل بالله وأدب نفسه وعلمها وكان سلاحه الإيمان القاطع بوحدانية الله.. وكان كل همه تلاوة القرآن وكتب الفقه والصوم والصلاة، وذكر الله سراً وعلانية فـي الليل والنهار والأسحار، مستمسكاً بأوراد القادرية فـي منطقة سنار وكل المناطق التي طافها.. واستقر الشيخ بانقا أبو يعقوب فـي قرية الوعر بالقرب من تباخة ريفي الحوش، وحفر بها بئراً وبنى بها مسجداً وأشعل ناراً للقرآن الكريم.. فالتف حوله المريدون والأحباب وعمر داره، وكان يعلم ويدرس القرآن وأصول المتن والشرح وسيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام بجانب تسليكه القادرية للقوم.. فكان دمث الأخلاق طيب المعشر حسن السيرة.. فقد أكرمه الله عز وجل بعدة مناسبات وظهرت كراماته للبعيد والقريب حتى سمي بـ«كريم الضيف أبو بلداً خريف ما صيف»...
وظل والدنا الشيخ بانقا مشعلاً للحق ونوراً للهداية البشرية فـي مشارق الأرض ومغاربها وكان ولياً ذاكراً يقيم الليل كله ذاكراً الكريم وقربه.. وكما قال حفيده الشيخ التوم ود بانقا:
«يقومون جنح الليل فـي مرضاته.. يقفون بالتذكار والحمد والشكر.. فما مقصودهم جنات عدن يا فتى ولا الحور والولدان واللبس والزهر.. ولكن قصدهم رؤيا الكريم وقربه.. فلم ينظروا فيما سواه إلى الغير»
وألف والدنا الشيخ بانقا الضرير الكثير من الكتب والمقالات والقصائد والأشعار فـي تربية المريد.. كما ألف الكثير من الأحزاب والصلوات حتى توفاه الله عن عمر جاوز المائة وخمس وأربعين سنة فقد توفـى رضي الله عنه سنة 981 هجرية ودفن جثمانه الطاهر بقرية تباخة ريفي الحوش، هذا وقد بنى له حفيده الشيخ موسى الشيخ حمدان قبة أصبحت مزاراً لكل أهل المنطقة.
ومن مناطقهم وقراهم تباخة وأم قزازة بمديرية الجزيرة، والسبيل والحجاج وود سعد والعزاز والعمارة وحلة الشيخ التوم بالنيل الأزرق ريفي سنار، وحوش بانقا وشندي وودبانقا وحمرة الشيخ وجبرة الشيخ وعديد راحة وام سنطة وجبل ميدوب وام ضواً بان .
وانجب من الأبناء الشيخ يعقوب والذي نسب إليه اليعقوباب وابنه الشيخ موسي أبوقصة وزينب نقاوه وأنجبت الشيخ عبدالرازق أبوقرون بن الشريف إدريس جد الرازقية وانجب بتول الغبشة والدة الشيخ هجو أبقرن جد الهجواب ، وقد كنيت ذريته برؤوسها «أبوقصة وأبوقرون وابقرن» وقد ظهر صلاحه في ذريته وأبنائه وكانت لبناته خلاوي علم ودروس وطلاب عندما كان العلم حصراً علي الرجال .
يالالوبة أب يعقوب وسوقك في الثلث مرغوب
أبو دمعاً يسيل مسكوب يشرب حالياً مشروب
يالسادات طوال الباع أهل الفزعة البسـراع
ü اليعقوباب أصهار ملوك الفونج و خلفاء الشيخ عبدالقادر الجيلاني الشيخ تاج الدين البهاري البغدادي ومولده بغداد حج إلي بيت الله الحرام ومنه قدم الي السودان سنة 1577 م مع داؤود بن عبدالجليل وهو جد الجليلاب وهو حفيد حجازي بن معين منشيء أربجي، وقد سلَّك خمسة رجال منهم الشيخ محمد بانقا الضرير جد اليعقوباب الذي يقول عنه ود ضيف الله: هو الفضلي الجعلي العباسي الوثائقي، كان اسمه محمد وأمه سودانية، سندال العاج كبير الفونج كان أخوه من ناحية أمه، وأمه هي مكة بنت الشيخ عمارة دنقس مؤسس دولة الفونج، كان بانقا كبير الوزراء لدي المك نايل قبل أن يدخل في الطريقة القادرية، وكان له وضع في البلاط الملكي «حامل العكاز - كرئيس الوزراء الآن » وهو موظف يسمح له بتبليغ كلمة المك وتسوية الخلافات بالإنابة عنه بعيداً عن البلاط، وجندي وهو لقب يطلق على رجال الأمن والموظف الطقوسي الذي يترأس تنصيب المك الجديد والذي يعهد إليه بالشعارات الدالة على الملكية كالتاج والمسؤول بصفة عامة عن المحافظة على العادات، علي أية حال أن نظرية أركل تقول ان الارتباط الوثيق بين اليعقوباب ودولة الفونج منذ بداية المملكة إلي سقوطها، وكانوا من غير شك من أكثر أنصار الإسلام في مملكة سنار وإليهم يرجع الفاتحون الفونج في الأمور الدينية والطقوسية كما يجدر بالملاحظة أن روايات اليعقوباب المتداولة تؤكد أن موسي أبودقن « المولود بكنور بالقرب من عطبره » والد بانقا الضرير تزوج مكة ابنة المك عمارة دنقس وأن زوجة الشيخ تاج الدين ودالشيخ هجو أبوقرن هي بنت المك عدلان بن أونسة «المك العاشر» «1606 - 1612» بروس " وأن زوجة الشيخ اليعقوبابي عبدالقادر ود الماصع هي حفيدة المك طمبل الثاني وأن زوجة ابنه الشيخ هجو ودالماصع هي بنت أحمد أبو الدابي ناظر المنطقة وحفيد المك بادي الأحمر، وأن هذه الروابط الزيجية تؤكد هذا الارتباط الوثيق.. كما أن الشيخ هجو ود الماصع «المتوفي 1930» هو الذي صنع الككر الذي توج عليه مك فازوغلي في 1944 كما كانت تتوسط قرى اليعقوباب مستوطنات الفونج والهمج منذ ما قبل الفتح التركي المصري واتسعت في القرن التاسع عشر من خلال ولائهم الروحي لليعقوباب، كما أن الرازقية الفرع الثاني لليعقوباب بشندي تصاهروا مع ملوك السعداب والعبدلاب فالشيخ عبدالرازق أبوقرون هو ابن عم الشيخ عجيب المانجلك وجده الشريف مسمار هو شقيق الشيخ عبدالله جماع مؤسس دولة العبدلاب، وأم الشيخ بانقا الكبير بن الشيخ عبدالرازق بنت ملك الجعليين، وأبناء الشيخ بانقا الأزرق هم أبناء خالة المك نمر مك الجعليين.. وتزوج الأرباب إدريس أخو المك نمر من مدينة بنت الشيخ بانقا الأزرق وتزوج الشيخ محمد عبدالرحمن بن الشيخ بانقا الأزرق من فاطمة بنت المك نمر، وزوجة الشيخ بانقا هي أم النصر بنت الفحل بن عبدالله بن الشيخ عجيب المانجلك وجد الشيخ عبدالرازق الشيخ ماجد القاسمي زعيم قبيلة القواسمة. يقال أن بانقا الذي تقول الروايات أن تاريخ وفاته 981/157 كان قد تقدم به العمر وعندما اعتنق القادرية كان يناهز الستين من العمر كما في رواية المقدم فضل، وهو مقدم الشيخ يعقوب ودالشيخ هجو الماصع المتوفي 1961. إن الشيخ بانقا عندما كان ماراً يخدم الطلب للمك عمارة دنقس ملك الفونج في منطقة أربجي شرق الحصاحيصا في دلوت وجد فيها الشيخ تاج الدين البهاري الذي قدم من الحجاز وقد نصب خيمة لإعطاء الطريق القادري بالذبح وقد امتنع الناس من الدخول إلا الشيخ محمد ود عبدالصادق «الهميم » وكان صغيراً في السن دخل وأخذ الطريق، وقد ذبح خروفاً وخرج الدم من تحت الخيمة، وبعده دخل الشيخ بانقا وقال دخل ود عبدالصادق الصغير و«أنا توراً كمل كراه» دخل وأخذ الطريق، وقال له عجيب أنت وابنك وابن ابنك يقصد الشيخ يعقوب والشيخ موسى وكان من أبناء الشيخ بانقا الشيخ يعقوب الذي اتخذ اليعقوباب اسمهم منه وعيسي والبنتان بتول الغبشة وزينب النقاوة وقد ترجم لهم ودضيف الله في كتابه الطبقات .
وقد مدحهم الشعراء وخاصة الشيخ البرعي فنادراً ما لاتجد في قصائده ذكرهم وقد ذكرهم في قصيدته«إبلي » و «النبي الأمي » .. الخ
ü اللهم صــــلي على الــنبي الأمـــي
صـــلاة بعدد الرمـــل والـيـــم
ناس موســــى وهـــجو طيــبنا والتــــوم
ü عند ســـــادتـــى البــادراب
وأبواتـــــنا اليــــــعقوباب